فرط الترطيب وأثره على الأداء الرياضي: فوائد ومخاطر يجب الحذر منها
يلعب الترطيب السليم دورًا أساسيًا في الحفاظ على وظائف الجسم، لا سيما أثناء الجهد البدني الشديد أو في الظروف الحارة.
ومع كون الماء يشكل حوالي 60% من جسم الإنسان، فإن الحفاظ على الترطيب ضروري لتجنب الإرهاق، والتشنجات، والمشكلات الأخرى التي تؤثر على الأداء.
في السنوات الأخيرة، اكتسبت ممارسة تُعرف بـ”فرط الترطيب” اهتمامًا متزايدًا لدورها المحتمل في تحسين مستويات الترطيب .وتعزيز القدرة على التحمل، بحسب تقرير نشرته مجلة “وومان هيلث”.
ويعني فرط الترطيب زيادة كمية الماء في الجسم عن المستويات الطبيعية.
ووفقًا للخبراء، تهدف هذه الممارسة إلى تعزيز مخزون السوائل في الجسم بما يصل إلى لتر إضافي. ما يعادل زيادة بنسبة 1.5% تقريبًا من وزن الجسم.
وتتمثل الفكرة في أن تحميل السوائل مسبقًا قد يساعد في مواجهة الآثار السلبية للجفاف أثناء التمارين.
ولا يعني فرط الترطيب شرب كميات كبيرة من الماء العادي فقط. إذ تؤكد إيمي ويست، أخصائية الطب الرياضي في معهد “نورثويل هيلث” لجراحة العظام، ضرورة تضمين الصوديوم في عملية الترطيب.
ويساعد الصوديوم في الحفاظ على توازن السوائل ويمنع حالة تُعرف بنقص صوديوم الدم. حيث تؤدي مستويات الصوديوم المنخفضة إلى الغثيان، والتشنجات العضلية، والنوبات، وحتى مضاعفات قد تكون مميتة.
ولتحقيق فرط ترطيب فعال، يجب أن تحتوي السوائل على تركيز كبير من الصوديوم، يتراوح عادةً بين 2,990 و3,772 مليغرام لكل لتر.
وتشمل الخيارات الموصى بها مرق الدجاج، وحساء الميسو، والمشروبات المدعمة بالإلكتروليتات.
وتُظهر الأبحاث فوائد محتملة لفرط الترطيب في أنشطة التحمل. فقد أشارت مراجعة أجريت عام 2023 في مجلة “سبورتس ميديسين” إلى أن فرط الترطيب قبل التمارين باستخدام الصوديوم أو الجليسرول قد يحسن القدرة على التمرين من خلال خفض معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
-
هل تشربين الكمية المناسبة من الماء أثناء الحمل؟ تعرفي على الإجابة
-
أطعمة تعزز النشاط وتخفف إرهاق الشتاء
وتعود هذه الآثار إلى زيادة حادة في حجم الدم. مما يُحسّن تدفق الدم إلى العضلات ويساعد في تنظيم الحرارة.
وخلال التمارين، وخاصة في الطقس الحار، يتعين على تدفق الدم دعم أداء العضلات وتبريد الجلد في الوقت نفسه، فالماء الإضافي في الدم يجعل الدورة الدموية أكثر كفاءة.
ومع ذلك، فإن فاعلية فرط الترطيب تختلف بناءً على الفرد، ونوع التمرين، ومتطلبات الحدث.
وفي حين أظهرت بعض الدراسات تحسنًا في القدرة على التحمل وزيادة في وقت الإجهاد، فإن النتائج ليست متسقة بشكل عام.
-
هل تحتاج فعلاً 8 أكواب ماء يوميًا؟ هنا ما يقوله العلم
-
الإكثار من الماء: هل فعلاً يساعد على ترطيب جسمك؟
وعادةً ما يكون فرط الترطيب موجهًا للرياضيين الذين يستعدون لفعاليات التحمل الطويلة، مثل سباقات الماراثون. ومع ذلك، قد لا تمتد فوائده إلى الأنشطة التي تتطلب جهودًا قصيرة ومتقطعة، مثل رفع الأثقال.
كما يُنصح الأشخاص الجدد على هذه الممارسة بالحذر. نظرًا لاختلاف استراتيجيات الترطيب واحتياجات الأفراد.
وبينما يُظهر فرط الترطيب إمكانيات واعدة لتحسين الأداء في رياضات التحمل، فإنه ليس حلاً شاملاً. إذ على الرياضيين تقييم احتياجاتهم بعناية، واستشارة المتخصصين. وتقييم تجاربهم لتحديد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية تتماشى مع أهدافهم الرياضية.