فقدان مفاجئ للقدرة على التحدث بالإنجليزية يحيّر الأطباء

أصيب الأطباء في الصين بحيرة من أمرهم بسبب حالة شابة فقدت فجأة قدرتها على التحدث باللغة الإنجليزية، وهي اللغة التي كانت تجيدها بطلاقة.
ووقع الحادث أثناء وجود الفتاة في الصف، حيث مرضت فجأة وأصبحت غير قادرة على التحدث بالإنجليزية، رغم أنها كانت قادرة على فهمها وقراءتها بشكل جيد. ومع ذلك، كانت لا تزال قادرة على التحدث باللغة الماندرين وكانتون.
وشارك وان فنغ، مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى الشعب بمقاطعة قوانغدونغ في مدينة قوانغتشو، هذه الحالة عبر فيديو.
وكانت الشابة البالغة من العمر 24 عامًا تدرس في الخارج منذ أكثر من عام، وكانت تجيد اللغة الإنجليزية بشكل جيد. وعندما أصيبت بهذه الحالة الغريبة، طلبت المساعدة الطبية وتم إدخالها إلى المستشفى.
وبحسب موقع “أوديتي سنترال” في البداية، كان الأطباء يشتبهون في أن وجود ورم دماغي قد يؤثر على قدراتها اللغوية. ولكن أظهرت صورة الرنين المغناطيسي أن الشابة تعرضت لنزيف دماغي في المنطقة الحركية اليسرى من دماغها، التي تتحكم في قدرتها على التحدث بالإنجليزية.
وبعد تشخيص حالتها، خضعت الشابة لعملية جراحية لتخفيف الضغط على دماغها، واستعادت قدرتها على التحدث بالإنجليزية على الفور بعد الجراحة، مما سمح لها بمواصلة دراستها في الخارج.
وأثارت حالتها وتعافيها ردود فعل فكاهية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سأل بعض المستخدمين مازحين إذا كانت الجراحة يمكن أن تساعدهم على تعلم لغات أجنبية بشكل أفضل. وقال شخص آخر: “ما نوع هذه الجراحة؟ هل يمكن التحدث بالإنجليزية بعد الجراحة؟”، بينما كتب آخر: “دكتور، سرير رقم ثلاثة سيكون مخصصًا لجراحة ألمانية، شكرًا لك”.
كما أكدت دراسة أسترالية حديثة التأثير السلبي للشاشات على تطوّر اللغة لدى الأطفال الصغار. ونُشرت الدراسة في مجلة JAMA Pediatrics، حيث رصدت علاقة واضحة بين زيادة وقت الشاشة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و3 سنوات وتراجع قدراتهم على الكلام والتفاعل.
وجمعت الدراسة بيانات من 220 عائلة، وتمت زيارة المنازل كل 6 أشهر لرصد سلوكيات الأطفال وتفاعلهم مع والديهم بين يناير 2018 وديسمبر 2021.
ووجد الباحثون أنه مع كل دقيقة إضافية يقضيها الطفل أمام الشاشة، يقلّ الحوار والتفاعل بينه وبين والديه.
وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين يتعرّضون للشاشات بشكل مفرط قد يفقدون يومياً حوالي 397 كلمة من كلمات البالغين، و294 تعبيراً صوتياً، و68 تفاعلاً محادثياً.
وشدد الباحثون على أن التوجيهات الحالية لمنظمة الصحة العالمية (ساعة واحدة فقط من وقت الشاشة يومياً للأطفال بعمر 36 شهراً) قد تساعد في تقليل هذه التأثيرات السلبية. لكنهم أشاروا إلى أن “التداخل التكنولوجي” يؤثر أيضاً، حيث يعوق استخدام الوالدين لأجهزتهم الذكية فرص التواصل مع أطفالهم.
واقترح الباحثون استراتيجية “المشاهدة التفاعلية المشتركة”، حيث يشاهد الآباء والأطفال المحتوى معاً، ويتفاعلون حوله.
هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في تحسين نتائج اللغة لدى الأطفال، حيث يعزز التفاعل المباشر فهمهم للكلمات والمفاهيم.
وفي ظل القلق المتزايد من التأثيرات السلبية للشاشات على نمو الأطفال، يتزايد اهتمام الأهل بوسيلة بديلة تجمع بين الترفيه والتعليم دون “ضوء أزرق” أو “خوارزميات” ذكية.
وهنا تبرز أجهزة الاستماع الصوتية كخيار واعد، يُعيدنا إلى زمن أجهزة “فيشر برايس” القديمة، لكن بروح العصر.
تسمح هذه الأجهزة، مثل Yoto وToniebox، للأطفال بالاستماع إلى قصص وأغانٍ يختارها الأهل بعناية، عبر بطاقات أو مجسمات تشبه الألعاب.
ورغم أن هذه التقنية لا تُعد حلًا سحريًا نهائيًا، إلا أن العديد من الأهل والاختصاصيين أشادوا بفوائدها “الملحوظة”.
ويرى جون بيانشيت، نائب رئيس التعليم في “ماثنيزيوم”، أن التركيز على الصوت يفتح آفاق الخيال لدى الطفل، ويمنحه فرصة للهروب من سطوة الشاشة، كما أن غياب الضوء الأزرق قبل النوم يحسّن جودة النوم.
الاختصاصية النفسية إميلي بلي، التي اشترت جهازًا لابنها المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، تشير إلى العلاقة بين الشاشات والمشكلات الإدراكية، وتقول: “لا توجد فوائد معروفة للشاشات، مقابل مخاطر كثيرة محتملة”، مضيفةً أن ابنها لا يزال يستخدم الجهاز حتى اليوم للاستماع إلى الموسيقى الهادئة والقصص قبل النوم.
أما روبرت رووبا، الاختصاصي النفسي في أونتاريو، فيُشيد بجهاز Yoto Mini، ويؤكد أنه ساعد أطفاله الثلاثة على الترفيه الذاتي صباحًا دون شاشات.
في المقابل، لا تخلو هذه الأجهزة من بعض العيوب، أبرزها التكلفة المتكررة للمحتوى، حيث تُباع كل قصة أو أغنية بشكل منفصل، كما أن جاذبيتها تختلف من طفل لآخر، إذ قد لا تُنافس شاشات الألعاب أو الفيديوهات السريعة.
رغم هذا، ترى كاسي هانسون، اختصاصية النطق والأم لأربعة أطفال، أن الجهاز منح أبناءها استقلالية وشكّل وسيلة “مضادة للفوضى”، حتى بعد أن سقط من أعلى الدرج وبقي يعمل.
بينما عبّرت جانيس روبنسون-سيليست، مؤسسة مجلة Successful Black Parenting: “رغم إعجابي بالفكرة، إلا أن الشاشات كانت لها الكلمة الأخيرة”.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأجهزة ربما لن تُنقذ أطفالنا من سيطرة التكنولوجيا، لكنها تمنحنا لحظات من التنفس، والعودة إلى عالم الحكايات.. دون الحاجة إلى “النظر للأسفل”.