مبادرة مغربية لإطلاق تحالف رقمي عربي لدعم فلسطين

اقترح وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي المهدي بنسعيد تشكيل تكتل عربي موحد للتفاوض مع الشركات الرقمية الكبرى في مجال التواصل الاجتماعي بهدف إبراز المحتوى الرقمي العربي ومحاربة الأخبار الزائفة ومختلف أشكال التطرف والانفصال.
وأوضح بنسعيد أن المبادرة تهدف أيضا إلى “إبراز التنوع الثقافي العربي وتعزيز المحتوى بما يخدم القضايا العربية المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”. لافتا إلى أن مقترحه يأتي بينما “يواجه الوطن العربي تحديات تكنولوجية ورقمية. خصوصا مع تطور استعمال الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية العالمية، ما يطرح تحديات مرتبطة بالمحتوى الرقمي العربي”.
-
إشادة بـ”المواقف المشرفة” لمصر والأردن والمغرب لإغاثة الفلسطينيين
-
العاهل المغربي يؤكد موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية
وتأتي الدعوة المغربية في ظل صراع بين بعض الدول والشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي. ومنها حظر الولايات المتحدة منصة “تيك توك” المملوكة لشركة “بايت دانس” الصينية.
وبزعم تهديده الأمن القومي مرر الكونغرس في أبريل/نيسان 2024 قانونا ينص على حظر التطبيق في الولايات المتحدة الذي يستخدمه 170 مليون أميركي، إلا إذا باعت الشركة المنصة لـ”طرف محايد”.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر في أول يوم لتوليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري. تأجيل تطبيق القرار لمدة أقصاها 75 يوما.
وتصاعد الجدل والانتقادات لسياسات معظم منصات التواصل الاجتماعي على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل بدعم أميركي على غزة.
ولعبت المنصات الاجتماعية دورا مهما في وصول تفاصيل الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القطاع إلى الرأي العام الدولي، ما انعكس في احتجاجات وتحركات مؤيدة لحقوق الفلسطينيين.
-
إدارة ترامب تشيد بدور المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس
-
في القدس وبيت لحم: أوجاع غزة تحجب بهجة الكريسماس
إلا أن خوارزميات هذه المنصات تعمل على حذف وتقييد المعلومة المرتبطة بفلسطين. وأحيانا حظر الحسابات التي تنشر هذه المعلومات لمدة معينة أو حذفها تماما.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وقال الباحث المغربي في المجال التقني حسن خرجوج إن “هناك إمكانية للتحالف الرقمي بين الدول العربية، خاصة مع إرادة سياسية قوية نابعة من أهمية التعاون المشترك”.
ودعا إلى “التوافق عربيا بشأن القضية الفلسطينية ودعمها رقميا. رغم عدم التوافق على قضايا أخرى”، مشددا على “ضرورة توفير بيئة عمل لفائدة خبراء العالم الرقمي بالمؤسسات والمعاهد الكبيرة على المستوى العربي والإسلامي”.
وتابع خرجوج أن “الدفاع عن القضايا العربية، بما فيها القضية الفلسطينية. يتطلب إنشاء لوبي تقني، وتطوير البنية الرقمية بالدول العربية التي تختلف من دولة لأخرى”.
-
المغرب: تحذيرات من المساس بالحقوق الفلسطينية وتقويض فرص السلام
-
العاهل المغربي: موقف بلادنا من دعم الحقوق الفلسطينية ثابت
ووفق تقرير لمركز “صدى سوشال” في مايو/أيار 2024، ارتكبت منصات التواصل أكثر من 5 آلاف و450 انتهاكا للمحتوى الرقمي الفلسطيني خلال الأشهر الأربعة الأولى من ذلك العام.
وأفاد المركز بأن 32 في المائة من إجمالي الانتهاكات كانت بمنصة إنستغرام و26 في المئة على فيسبوك و16 في المائة على واتساب و14 في المائة على تيك توك. فيما بلغ حجم الانتهاكات في إكس 12 في المائة.
ورأى الباحث المغربي أن “عدم امتلاك مجموعة من الدول العربية لبنيات رقمية قوية. خاصة على مستوى الكوادر البشرية غير المؤهلة، يُصعِّب من تحقق هذه المبادرة”، مضيفا أن “تحقق هذه المبادرة تكتنفه صعوبات، نظرا لنقص الفرص الرقمية الكبيرة على المستوى العربي. سواء ببيئة العمل القوية التي تتيح التطور أو بيئة العمل التي توفر الحد الأدنى من العيش الكريم”.
وشدد على “أهمية الفكرة من الناحية النظرية”، موضحا أن “تنفيذها يتطلب ضرورة التغلب على مجموعة من التحديات”.
-
في رسالة لعباس.. ملك المغرب يؤكد موقفه ثابت من القضية الفلسطينية
-
في لفتة إنسانية جديدة.. المملكة المغربية ترسل أطنانا من المساعدات الطبية لغزة
وقال خرجوج إن نجاح المبادرة المغربية يتطلب اتباع أبرز مقومات معادلة النجاح الرقمي في التجارب العالمية، موضحا أن “الدول الكبرى التي تملك شركات قوية استثمرت في الموارد البشرية كمقدمة للاستثمار في قطاع التكنلوجيا الحديثة، بما فيها منصات التواصل الاجتماعي”.
ودعا إلى “تأهيل الموارد البشرية في العالم العربي لضمان نجاح هذا التكتل العربي المرتقب”، مشددا على “صعوبة التعاطي أو التفاوض مع هذه الشركات الكبرى. خاصة في غياب بيئة رقمية قوية وبدائل رقمية عربية على غرار الصين وروسيا”.
وبخصوص الإطار الزمني المتوقع لنجاح المبادرة، أفاد خرجوج بإمكانية ذلك “بعد عقد أو عقدين، إذا بدأت الدول العربية الاستثمار في الموارد البشرية حاليا”.
وبحسب الباحث المغربي، تعد الأسواق العربية والإفريقية من الناحية الرقمية “صغيرة” مقارنة بحجم نظيراتها الأوروبية والأميركية أو الآسيوية. فضلا عن “التفاوت على المستوى التقني أو البنيات الرقمية”.
واقترح خرجوج “إطلاق مبادرات لتقوية البنية التقنية من جهة. وتقوية الموارد البشرية من جهة ثانية”، مشددا على “ضرورة تقوية التعليم وإدخال التقنية في المناهج التعليمية، والعمل على بناء الإنسان”.
-
في مواجهة الحصار الإسرائيلي.. دعم مغربي للاقتصاد الفلسطيني
-
اعتراف دول أوروبية بفلسطين.. المصالح “أولا” والإنسانية “أخيرا”