سياسة

مقاتلة الجيل السادس الأوروبية.. بين الحاجة السيادية والتحدي الصناعي


في ظل تصاعد الشكوك حول الاعتماد على المقاتلات الأمريكية إف-35، تواجه أوروبا ضغوطًا متزايدة لتسريع تطوير مقاتلاتها من الجيل السادس.

في ظل تصاعد الشكوك حول الاعتماد على المقاتلات الأمريكية إف-35، تواجه أوروبا ضغوطًا متزايدة لتسريع تطوير مقاتلاتها من الجيل السادس.

هذه الضغوط ازدادت بشكل خاص بعد الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حلف الناتو، ما دفع دول أوروبا وكندا إلى إعادة النظر في مدى اعتمادها العسكري على الولايات المتحدة، خاصة مع توجه واشنطن نحو التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحسب مجلة نيوزويك.

يضاف إلى ذلك التقارير التي تتحدث عن وجود “زر قتل” مدمج في مقاتلات إف-35. ما أثار مخاوف من قدرة الولايات المتحدة على التحكم في الطائرات التي تشغلها الدول الحليفة.

وعلى الرغم من محاولات المسؤولين الأمريكيين التقليل من شأن هذه المخاوف. إلا أن خبراء أقروا بأن واشنطن تستطيع بالفعل التأثير على أداء هذه الطائرات، عبر التحكم في تحديثات البرمجيات أو تقييد الوصول إلى البيانات الاستخباراتية.

وقد لاحظ حلف الناتو كيف قطعت واشنطن مساعداتها العسكرية الحيوية لأوكرانيا. وضيقت وصول كييف إلى الاستخبارات الأمريكية، في محاولة للضغط عليها سياسيًا. ما كشف عن هشاشة الاعتماد على الدعم الأمريكي في الأزمات.

ما هي مقاتلات الجيل السادس؟

مقاتلات الجيل السادس هي أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطيران العسكري، وهي تمثل نقلة نوعية في قدرات الطائرات المقاتلة، من حيث التخفي. وأنظمة الاستشعار، والتسليح الذكي، والقدرة على العمل في بيئة معقدة من الحروب الحديثة.

هذه الطائرات ليست مجرد تطوير تقني للجيل الخامس، بل هي منظومات متكاملة تجمع بين الذكاء الاصطناعي، والاتصال الشبكي. وإمكانية التحكم بالطائرات بدون طيار، مع تعزيز كبير في قدرات التخفي والنجاة في ساحة المعركة.

تطوير مقاتلات الجيل السادس

تسعى عدة دول كبرى إلى تطوير مقاتلات من الجيل السادس، كلٌ ضمن تحالفات وبرامج صناعية خاصة أبرزها:

البرنامج البريطاني-الإيطالي-الياباني (GCAP)

تتعاون كل من بريطانيا وإيطاليا واليابان في إطار شراكة صناعية تعرف باسم “البرنامج العالمي. للطيران القتالي” (GCAP)، والتي تستند إلى معاهدات حكومية لضمان الشفافية والتكامل. في بريطانيا، يُطلق على الطائرة المأهولة من هذا الجيل اسم “تيمبيست”. ومن المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2035.

ويهدف هذا البرنامج إلى إنتاج مقاتلة متقدمة تضمن للدول المشاركة القدرة على اتخاذ قراراتها العسكرية بشكل مستقل. دون الحاجة للاعتماد على أطراف خارجية في البرمجيات أو الصيانة أو تحديثات الأنظمة.

المشروع الفرنسي-الألماني-الإسباني (FCAS)

في المقابل، تعمل فرنسا وألمانيا وإسبانيا على مشروع مشترك يحمل اسم FCAS، وهو برنامج طموح لتطوير مقاتلة أوروبية من الجيل السادس.

ومن المتوقع أن تدخل هذه الطائرة الخدمة بعد حوالي عشر سنوات من دخول مقاتلة GCAP. أي في منتصف أربعينيات القرن الحالي.

ويركز هذا المشروع على دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والقدرة على قيادة أسراب من الطائرات المسيرة. بالإضافة إلى تعزيز التخفي والاتصال الشبكي بين مختلف الأنظمة الدفاعية.

 البرامج الأمريكية (NGAD وF/A-XX)

في الولايات المتحدة، تتركز الجهود على برنامج “الهيمنة الجوية للجيل القادم” (NGAD)، وهو مشروع سري إلى حد كبير، ويهدف إلى إنتاج مقاتلة مأهولة متطورة للغاية. أُعلن عن اسمها “F-47” خلال إحاطة رسمية في البيت الأبيض بحضور الرئيس دونالد ترامب وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.

ووُصفت هذه الطائرة بأنها “جوهرة تاج أنظمة الهيمنة الجوية”. مع تأكيدات أمريكية بأن قدراتها ستتفوق على أي طائرة أخرى في العالم. إلى جانب ذلك، يعمل سلاح البحرية الأمريكي على برنامج خاص به يُعرف باسم F/A-XX لتطوير مقاتلة تناسب متطلبات العمليات البحرية.

وخلص التقرير إلى أن المخاوف من الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة تدفع الدول الأوروبية إلى مراجعة استراتيجياتها الدفاعية .وزيادة استثماراتها في تطوير قدرات عسكرية مستقلة، مع التركيز على الدفاع الجوي والاستخبارات والاستطلاع. بما يضمن لها هامش مناورة أوسع في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتغيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى