مَن هو عاصم بن أبي النجود؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، التي توقر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها عاصم بن أبي النجود الكوفي أو عاصم القارئ. أحد القراء العشرة للقرآن الكريم، جمع بين التجويد والإتقان، وكان عابدا كثير الصلاة.
من هو عاصم بن أبي النجود؟
هو عاصم بن بهدلة أبي النجود الأسدي، أو عاصم القارئ. كنيته “أبو بكر”، ولد في عهد معاوية بن أبي سفيان، وأخذ القراءة عن عبدالله بن مسعود. وكان معروفًا بحسن الصوت في القرآن.
وعرف عاصم القارئ بأدبه ونُسُكه، وجمعه بين التجويد والإتقان. وقيل إنه كان يمكث يوم الجمعة في المسجد إلى صلاة العصر. وتتلمذ على يده الكثير من طلبة العلم النبغاء لتعلم القرآن والاستمساك بأحكامه.
نال لقب “شيخ الإقراء” في الكوفة، ومن تلاميذه: الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب ونعيم بن ميسرة وأبو عمرو البصري .وأبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان الكوفي وغيرهم.
وانتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة بعد أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السُّلَمي. فجلس في موضعه، وقصده النَّاس للقراءة. وجمع بين الفصاحة والإتقان والتَّحرير والتَّجويد وحسن الصوت والأدب.
توفي عاصم القاري آخر سنة 129هـ، واختلف في مكان وفاته. والأكثر أنه تُوفي في الكوفة، وقال أبو بكر بن عيَّاش: “دخلت على عاصم وهو في الموت. فأُغمي عليه، فأفاق، فقرأ: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ).