الشرق الأوسط

آخر هموم الغزيين مقتل رئيسي


بينما أبدت حركتا المقاومة الإسلامية الفلسطينة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تضامنهما مع إيران إثر مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم الطائرة، لم يكترث العديد من الفلسطينيين بالحادثة.

وقال الكثير من الغزيين ومن بينهم حسام عبدالله إنّ إبراهيم رئيسي “لا يعني شيئاً” بالنسبة إليهم، مضيفا “مع كلّ هذا الدمار والخراب الذي عانينا منه لم يعرنا أيّ بلد اهتماماً، لماذا علي أن أهتمّ بهذا الرجل وهو لم يجلب لنا سوى الخراب؟”.

بدورها قالت ربى العزايزة وهي أحد سكان دير البلح في وسط غزة إن “وفاة رئيسي لا تهمّني أبداً”، مضيفة “لا أشعر أبداً بالحزن عليه. أبكي فقط على شعبي الذي يموت كل يوم… وعلى حقيقة أنّ لا أحد يهتمّ بنا”.

وقال ناجي خضير وهو من سكّان غزة إنّ رئيسي “لم يدعمنا قط ولم يفِ بوعوده، ولم يدع إلى وقف لإطلاق النار ولم يكن إلى جانبنا أبداً”، مضيفاً “إنّه لا يعنينا على الإطلاق”.

ورأى بلال خضري من جهته أن “اليمنيين هم رجال المرحلة”، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين الذي ينفذون هجمات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وفي بحر العرب ويروجون بأنها “تضامنا مع غزة”.

وأضاف “لقد قاتلوا بريطانيا وأميركا وغيرها….”، لكن “الرئيس الإيراني هذا أنا أول مرة أسمع به. لا يعنينا ولا يعني غزة في شيء” وتابع “نحن حالتنا في الحضيض، محطمون… ولا أحد يهتم بنا”.

وتدعم إيران حركتي “حماس” و”الجهاد” لكنها تنصّلت من أي دور لها في عملية طوفان الأقصى، كما تجنبت الانخراط بصفة مباشرة في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فيما يحمّلها عديد الغزيين مسؤولية الدمار والخرب الذي طال القطاع الفلسطيني.

وأشارت تقارير إلى أن إيران خذلت حركة حماس بنأيها عن نفسها ورفضها توسيع الحرب، فيما كشفت مصادر مطلعة أن المرشد الإيراني علي خامنئي أبلغ رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى بأن “طهران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر”.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول نفّذت حركة حماس هجوماً على الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

واحتجز في الهجوم 252 رهينة، 125 منهم ما زالوا في غزة، بحسب تقديرات إسرائيل، بينهم يقول الجيش إن 36 لقوا حتفهم ومنذ ذلك الحين، تنفّذ إسرائيل رداً مدمّراً على قطاع غزة تسبّب في مقتل 35562 شخصاً، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

ويأتي الإعلان عن وفاة رئيسي بعد أكثر من شهر على شنّ إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل رداً على تدمير مبنى قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل/نيسان الماضي بضربة نسبت إلى الدولة العبرية وأسفرت عن مقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم قياديان، أحدهما كان أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا.

وفي هجومها على إسرائيل، استخدمت طهران 350 طائرة مسيّرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة للدولة العبرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى