مجتمع

أجنة في الثلاجة.. هل يمكن للزمن أن يتوقف داخل النيتروجين؟


شهد العالم مؤخرًا إنجازًا طبيًّا فريدًا عندما وُلد طفل من جنين مجمد تم إنشاؤه قبل أكثر من 30 عامًا، وهو ما يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية قدرة الأجنة على البقاء حية وصالحة للاستخدام بعد عقود من التخزين.

وبحسب الخبراء في هذا المجال، فإن عملية تجميد الأجنة، المعروفة علميًّا باسم التجميد بالتبريد الفائق (Cryopreservation)، تعتمد على تبريد الجنين إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض، تصل إلى ما يقارب -196 درجة مئوية باستخدام النيتروجين  السائل. وفي هذه الظروف، تتوقف جميع الأنشطة البيوكيميائية تقريبًا، بما في ذلك عمليات الأيض التي تؤدي عادةً إلى تحلل الخلايا؛ ما يسمح للأجنة بالبقاء في حالة “تعليق” لفترات طويلة.

d8d191fd-3989-4757-80b1-bb237346874e

ويمنع التجميد السريع تكوين بلورات ثلجية داخل الخلايا، والتي يمكن أن تدمرها، وذلك عبر تقنية خاصة تسمى التجميد السريع (Vitrification) حيث يتحول السائل داخل الخلايا إلى حالة زجاجية دون تكوين بلورات. هذه التقنية الحديثة تضمن الحفاظ على بنية  الخلايا وسلامتها.

وعندما يحين وقت استخدام الجنين، يتم إذابته بعناية شديدة في المختبر، ثم يخضع لاختبارات لتقييم صحته وحيويته. فقط الأجنة التي تجتاز هذه الفحوصات تُزرع في رحم الأم؛ ما يزيد فرص نجاح الحمل.

وأثبتت الأبحاث والدراسات أن العمر الزمني للجنين المجمد لا يؤثر سلبًا في فرص نجاح الحمل، طالما أن التخزين تم بشكل صحيح ومستمر في درجات حرارة ثابتة. وبهذا، يمكن للأجنة المجمدة أن تحتفظ بإمكانية الحياة لسنوات عديدة، كما حدث في حالة الطفل ثاديوس، الذي وُلد من جنين مجمد منذ 30 عامًا.

ويشير الخبراء والعلماء إلى أن هذا الإنجاز الطبي يفتح آفاقًا واسعة للأزواج الذين يعانون مشاكل في الخصوبة، ويوفر لهم فرصة لتكوين عائلات حتى بعد مرور عقود على تجميد الأجنة.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى