سياسة

أردوغان تعرض على العراق مساعدة أمنية لملاحقة المتمردين الأكراد


تجري أنقرة مباحثات مع العراق بخصوص توفير مساعدة تقنية لتعزيز أمن الحدود العراقية بهدف منع تحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور في أنحاء المنطقة، على ما أكده مسؤول في وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس.

وتأتي هذه المفاوضات بعد أيام من الزيارة التي أداها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وأربيل مع سعي أنقرة لتكثيف عملياتها عبر الحدود ضد مقاتلي حزب العمال المتمركزين في منطقة شمال العراق الجبلية ذات الأغلبية الكردية. وخلال الزيارة أبرم البلدان اتفاقية إطارية استراتيجية لمراقبة الأمن والتجارة والطاقة، فضلا عن اتفاق للتعاون الدفاعي.

وقال المسؤول التركي للصحفيين “أبلغنا نظراءنا أن تركيا مستعدة لتوفير مساعدة للعراق فيما يتعلق بأنظمة تأمين الحدود”، مضيفا أن وفدا عراقيا زار تركيا في وقت سابق لفحص أنظمة تأمين الحدود التي عرضت تركيا توفيرها، مشيرا إلى أن المناقشات بخصوص التعاون الأمني ما زالت مستمرة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان الاثنين، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن البلدين سيتعاونان من أجل تعزيز أمن الحدود، دون ذكر حزب العمال الكردستاني على وجه الخصوص.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يعتقد أن العراق يدرك ضرورة القضاء على حزب العمال الكردستاني وأن لديه رغبة في القيام بذلك، مضيفا أن أنقرة تتطلع إلى مساعدة من بغداد في تلك المعركة.

وأكد أن العلاقات بين الجارتين تدخل مرحلة جديدة، بعد أن اتفقتا على التعاون ضد المسلحين وتعزيز العلاقات الاقتصادية عبر ممر جديد وأخذ احتياجات العراق للوصول إلى المياه الشحيحة في الاعتبار.

وخلال تصريحات لصحفيين يرافقونه على الطائرة أثناء رحلة العودة من العراق، قال أردوغان إن معركة تركيا مع الإرهاب ستستمر بما يتماشى مع القانون الدولي، وأضاف أنه يأمل في رؤية نتائج ملموسة لتصنيف بغداد لحزب العمال الكردستاني “منظمة محظورة” الشهر الماضي.

ورفع حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984. وقد قُتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا التمرد.

وكان الصراع يدور منذ فترة طويلة بشكل رئيسي في المناطق الريفية بجنوب شرق تركيا لكنه يركز الآن بشكل أكبر على المناطق الجبلية بمنطقة كردستان شبه المستقلة في شمال العراق.

وتنقذ القوات التركية منذ العام 2019 سلسلة عمليات عبر الحدود ضد المتمردين الأكراد في كردستان العراق، حيث تمتلك العديد من القواعد العسكرية أبرزها قاعدة بامرني شمال مدينة دهوك وهي تحتوي على مهبط للطائرات. 

ولطالما أكد العراق رفضه لانتهاك تركيا لسيادة أراضيه، فيما ضغطت أنقرة من أجل كبح متمردي حزب العمال الكردستاني وإيجاد حلّ لهذه المعضلة.

وتنفي تركيا استهداف المدنيين وتقول إنها تعمل على تجنب سقوط ضحايا في صفوفهم من خلال التنسيق مع السلطات العراقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى