سياسة

أردوغان يتودد إلى ماكرون.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين تركيا وفرنسا؟


تسعى تركيا إلى رأب الصدع وترميم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا، بعد العقوبات التي تتعرض لها، بسبب سلوكياتها العدوانية في محيطها، وخاصة شرق المتوسط.

وفي 19 ديسمبر الماضي، بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة ودية إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ليتمنى له سنة جديدة سعيدة وليقدم تعازيه بعد الاعتداءات التي استهدفت فرنسا الخريف الماضي.

وفي الـ10 من الشهر الجاري، رد ماكرون على رسالة أردوغان، حيث قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو: هذا الأسبوع تلقينا رد الرئيس ماكرون.. إنها رسالة إيجابية جداً يؤكد فيها رغبته للقاء رئيسنا واستهلها بـ’عزيزي طيب’ بالتركية.

اتفق أردوغان وماكرون على استئناف الحوار لتخطي التوتر الشديد بين أنقرة وباريس، وفق ما نقلت وسائل إعلام في البلدين، الجمعة الماضي، وقالت صحيفة لوبنيون الفرنسية، أن ماكرون أعرب لأردوغان عن آماله بعودة الاستقرار في القارة الأوروبية بمساهمة تركية في 2021.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه في بداية النزاع في إقليم ناجورنو قرة باغ بين أذربيجان وأرمينيا، رفض الرئيس أردوغان طلب نظيره الفرنسي عقد اجتماع، لافتة إلى أن العلاقات بين الجانبين بدأت تشهد تحسناً اعتباراً من منتصف ديسمبر الماضي، بعد نحو 15 شهراً من التوتر.

يُشار إلى أن العلاقات بين تركيا وفرنسا المتوترة أصلاً منذ سنوات، تدهورت في الأشهر الماضية، وذهب أردوغان إلى حد اتهام ماكرون بأنه يكره الإسلام مشككاً في صحته العقلية، وفي بداية الشهر الماضي اعتبر أردوغان، أن ماكرون يطرح مشكلة لفرنسا داعياً البلاد إلى التخلص منه، ورد الأخير قائلاً إنه يجب على أردوغان الالتزام بالاحترام.

هذا، وقالت مصادر مطلعة إن تركيا رحبت بمبادرة ألمانية لتعديل العلاقة مع فرنسا، مقابل تقديم تسهيلات في ليبيا، حيث تقوم أنقرة بالموافقة على وقف تمويل الميليشيات ودعم المرتزقة في البلد الإفريقي، لرغبة فرنسا في وصول لحل سلمي هناك.

وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قد التقى الاثنين، نظيره التركي في أنقرة، حيث أجرى نقاشات حول شرق البحر الأبيض المتوسط، وقال ماس: لا نريد تجربة الأحداث السلبية مجدداً، لذلك من المهم بالنسبة لنا متابعة الإشارات الإيجابية، مضيفا أن العلاقة الأوروبية مع تركيا لم تكن مرضية لكنه دعا إلى التطلع للأمام.

واشارت المصادر إلى استعداد تركيا سحب قواتها المتواجدة في ليبيا، خلال فتره 6 أشهر كأحد التنازلات لفرنسا، كما أنها، في الوقت نفسه، تخفف من تصعيدها في ليبيا وخصوصا قرب الحدود المصرية في محاولة من الرئيس رجب طيب أردوغان تحسين علاقاته مع مصر.

وبحسب المصادر نفسها، فإن ألمانيا ستكون الوسيطة لحل جميع مشاكل تركيا في أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى