أميركا تُدين بشدة هجوم المستوطنين على كنيسة وتصفه بـ الإرهاب

دعا السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي اليوم السبت إلى اتخاذ إجراءات قضائية ضد منفذي الهجوم على كنيسة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، واصفا الهجوم الذي توجه فيه أصابع الاتهام إلى مستوطنين إسرائيليين بأنه “عمل من أعمال الإرهاب”، ما يشير إلى عزم واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على حليفتها لوقف هذه الهجمات.
ويدل هذا التطور على أن الولايات المتحدة تريد رؤية إجراءات حقيقية ورادعة ضد المستوطنين المتورطين في هذه الاعتداءات، وليس مجرد بيانات إدانة شكلية.
وعلى الرغم من الدعم الأميركي القوي لإسرائيل، فإن هذا التصريح يمثل تحولا لافتا في موقف واشنطن تجاه عنف المستوطنين، خاصة وأن السفير هاكابي هو من المؤيدين بشدة للمستوطنات الإسرائيلية، مما يجعل تصريحه هذا أكثر قوة وتأثيرًا.
كما يعكس اعترافا أميركيا بأن هذه الأعمال ليست مجرد “أعمال شغب” أو “خروقات بسيطة”، بل هي منظمة تستهدف ترويع المدنيين وتدمير الممتلكات الدينية والتاريخية.
وقال هاكابي إنه زار بلدة الطيبة المسيحية، حيث قال رجال دين إن مستوطنين إسرائيليين أشعلوا النار بالقرب من مقبرة وكنيسة تعود للقرن الخامس في الثامن من يوليو/تموز.
وأضاف في بيان “هذا عمل من أعمال الإرهاب وجريمة… يجب العثور على منفذيها في الطيبة – أو في أي مكان آخر- وملاحقتهم قضائيا. ليس مجرد توبيخهم، فهذا لا يكفي”.
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على الواقعة، لكنها سبق أن نددت بمثل هذه الأعمال. وقال هاكابي يوم الثلاثاء إنه طلب من إسرائيل إجراء تحقيق مستفيض في مقتل أميركي من أصل فلسطيني تعرض للضرب على يد مستوطنين في الضفة الغربية، واصفا ذلك بأنه “عمل إجرامي وإرهابي” أيضا.
وكان الرئيس دونالد رامب قد ألغى في يناير/كانون الثاني العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن السابقة على جماعات وأفراد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بالضلوع في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتصاعدت الهجمات في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت أعلى محكمة في الأمم المتحدة العام الماضي إن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية، غير قانونية.
وتعترض الدولة العبرية على ذلك، وتستشهد بروابط توراتية وتاريخية بالأرض فضلا عن الاحتياجات الأمنية.