الشرق الأوسط

«أنفاق» حزب الله تحيي مخاوف لبنان.. التفاصيل


تقارير حول شبكة أنفاق أنشأها حزب الله، يمكن أن تصل بين الجنوب اللبناني وبيروت وتمتد إلى سهل البقاع، تفجر المخاوف والجدل.

البداية كانت لتقرير نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية استنادا لتحقيق لمركز “الما” للأبحاث في إسرائيل، تحدثت فيه عن وجود مواقع صواريخ لحزب الله في جبيل وكسروان وأنفاق.

لكن الحكومة اللبنانية سرعان ما فندت الأنباء المتداولة، لترد على لسان وزارة الطاقة بالقول إن كل ذلك ليس سوى “منشآت تابعة لمؤسسة مياه بيروت”.

خارطة

 في تقريرها، تحدثت الصحيفة الفرنسية عن إمكانية امتداد أنفاق حزب الله إلى الداخل الإسرائيلي، وربط الحدود اللبنانية بالسورية.

ولاحقا، نشر مركز الأبحاث الإسرائيلي “الما” تقريراً يُظهر خارطة لأنفاق وطريق قال إنها تضم مواقع عسكرية للحزب في قضاء جبيل، أي على بعد عشرات الكيلومترات عن الجنوب والواقعة في شمال مدينة بيروت.

وأثارت المعطيات القلق في نفوس أهالي هذه المناطق خاصة أنها تقع في قضاء غالبيته العظمى من المسيحيين المعارضين لحزب الله.

 وبحسب التقرير، فإن هذه البنية العسكرية تشمل حزءا مخصصا لإطلاق الصواريخ “فاتح 110″والمسيّرات باتجاه إسرائيل، بالاضافة إلى شبكة أنفاق وطريق يصل منطقة جبيل الواقعة في شمال العاصمة بيروت بمحافظة بعلبك ذات الأغلبية الشيعية الموالية لحزب الله.

وليست هذه أول مرة يجري فيها الحديث عن أنفاق حزب الله، فهو يعترف علناً وضمناً بامتلاكه شبكة أنفاق كبيرة ومنذ سنوات طويلة.

لكن الجديد يكمن في امتداد هذه الأنفاق إلى خارج معاقل الحزب، وخصوصاً في ظل المناوشات بينه وبين إسرائيل، ما يشكل خطرا جسيما على حياة المدنيين.

ويضاف كل ذلك إلى الرأي العام السائد في هذه المنطقة والرافض بشكل كامل للحرب الدائرة في الجنوب اللبناني، ويخشى تمددها.

“ليست مفاجأة”

تعليقا على التقارير المتداولة، اعتبر سليم الصايغ، نائب محافظة كسروان- جبيل في حزب الكتائب اللبنانية، أنه “ليس علينا أن نتفاجأ عندما يتم الحديث عن أي خبر يتعلّق بأنفاق حزب الله في لبنان”.

ويقول الصايغ إنه “لا شيء مخفيا، والحزب يؤكد على لسان أمينه العام حسن نصر الله امتلاكه 150 ألف صاروخ، ولذلك فمن الطبيعي تخزينها في مكان ما داخل لبنان”.

 وأضاف: “تداركنا الوضع بسرعة، وكشفنا على موقع الأنفاق وتواصلنا مع الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش، للتأكد من هذه الأنفاق التي ظهرت بالشريط المصور وطمأننا الجيش أنها ليست عسكرية”.

ومستدركا: “إنما الأمر أصبح شائعًا بوجود أنفاق أخرى لـحزب الله، وهذا أشد خطورة”.

وأردف: “موقفنا من هذا الأمر واضح جدًّا، فهذه المنطقة وأمنها بعهدة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني فقط لا غير، فلا عدو ولا تحرير ولا أراض متنازع عليها في جبيل”.

 وختم بالقول: “الرسالة التي نوجّهها إلى قيادة الجيش المؤتمنة على حفظ الأمن داخل البلد، ألّا تسمح بأن يتحوّل لبنان إلى منصة صواريخ ضد أي طرف، خصوصا في ظل رفض أغلبية الشعب لجرّ لبنان إلى حرب”.

“طريق آمن؟”

كلام الصايغ أكده عدد من رؤساء البلديات بالمنطقة عن محاولة منذ سنوات بربط القرى “الشيعية” في القضاء ببعضها عبر عمليات توسّع عمراني غير منطقية لتصبح متلاصقة.

كما أشاروا إلى ربط هذه القرى بطريق جبلي يصل إلى محافظة البقاع بذريعة تخفيف مشقات الطرق على السكان، معتبرين أن كل ذلك يستهدف إيجاد طريق آمن في محافظة جبل لبنان يصل بعلبك بالبحر المتوسط.

 وكشفوا عن “وجود محميّات” قالوا إنها تابعة لحزب الله، ولا يستطيع أحد الدخول إليها، وتقع في القرى الجردية الشيعية، مرجحين أن تضم مخازن أسلحة للحزب.

 من جهته، كشف النائب السابق فارس سعيد، رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان”: “عن طريق يمرّ في جرود كسروان ووسط جبيل حتى البحر، ولا يمرّ بقرى مسيحيّة”، مشيراً إلى أنه “كان سبب قصف جسرين في هذه المحافظة في حرب يوليو/تموز 2006 من قبل إسرائيل بهدف قطعه”. 

رد

وفي رده، طلب النائب عن “حزب الله” رائد برو من سعيد مرافقته على الطريق التي يتحدث عنها ليتأكد من خلوها من بنية تحتية عسكرية.

ليعود سعيد ويرد: “أعرف المنطقة أفضل منك لأنني أكبر بالعمر وهوايتي هي اكتشاف الطبيعة سيراً على الأقدام، وأعرف أن مصدر الخبر إسرائيلي”.

وتابع: “إذا كان في منطقتنا مخازن أسلحة فهذا خطير، وإذا أرادت إسرائيل الفتنة بيننا فهذا أخطر”. 

وطالب سعيد بصدور بيان من الجيش اللبناني يفيد بأن الطريق الذي يسيطر عليه “حزب الله” من سهل البقاع حتى البحر المتوسط منطقة آمنة.

وحذر من أن الموضوع بدأ يثير القلق في المنطقة خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة.

وشدد: “نحن في جرد جبيل لسنا خبراء حتى نجزم إذا كان هناك أنفاق أو مخازن أسلحة في مناطقنا الآمنة”.

وختم بالقول: “هذه مسؤولية الدولة، ولا نردد ما تقوله إسرائيل. نحن مواطنون عشنا تجربة تخزين المواد المتفجرة في المرفأ، ولا نريد أن تتكرر في قرانا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى