سياسة

إسرائيل تتأهب لأسلحة حماس المفاجئة حال الاجتياح البري


 مع تصاعد الحرب في غزة واستمرار الغارات الإسرائيلية. تزداد احتمالات أن تكشف حماس عن “مفاجأة” تتعلق بمسيرات مائية وأسلحة أخرى جديدة قاتلة. بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وأفادت الصحيفة بأن صناع الأسلحة التابعين للحركة قد حصلوا على تكنولوجيا لمجموعة من الأسلحة الجديدة بدءا من الألغام القوية والقنابل المزروعة على الطرق وحتى الذخائر الموجهة بدقة. مشيرة إلى أن “تطوير بعضها من قبل مهندسي حماس خارج غزة وفي معظم الحالات بمساعدة فنية من إيران“.

وتستشهد واشنطن بوست بحادثة مقتل مهندس الطيران التونسي محمد الزواري عام 2016. والذي كان العقل المدبر لتطوير صناعة المسيرات بالحركة.

وقام الزواري بتصنيع مسيرات مائية ذاتية القيادة يمكن تزويدها بمتفجرات لمهاجمة منصات النفط والموانئ والسفن البحرية.
وأشار خبراء إلى احتمالية احتفاظ حماس بترسانة احتياطية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، لاستخدامها ردا على هجوم بري إسرائيلي يعلم قادة الحركة أنه قادم بكل تأكيد. فبعد يوم واحد من هجوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل، أعلنت حماس أنها استخدمت 35 طائرة مسيرة ذاتية التفجير، تعتمد جميعها على تصميمات الأسلحة التي طورها الزواري والذي أطلق اسمه عليها.

المكونات اللازمة لتحويل الصواريخ “غير الذكية” إلى أسلحة دقيقة وموجهة لا يحتاج حتى إلى حقيبة ظهر لتهريبها بل يمكن فقط وضعها في حقيبة يد فاخرة.

وقال فابيان هينز، خبير الصواريخ ومحلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، “من الوارد جدا أن تمتلك حماس قدرات لم نرها بعد، ولكن قد نراها لاحقا”.

وأضاف هينز “إذا اتبعت حماس نفس قواعد اللعبة التي يتبعها حليفها حزب الله فقد تسعى إلى جر القوات الإسرائيلية برا ثم شن ضربات غير متوقعة، ربما ضد أهداف بعيدة عن خط المواجهة”، وتابع “الفكرة هي الوصول إلى مستوى أعلى من التصعيد، ومن ثم إخراج الأرنب من القبعة”.

والمفاجأة العسكرية غير المتوقعة التي اعتمدها حزب الله في حرب عام 2006، كانت عبارة عن صاروخ مضاد للسفن.

وأوضح التقرير أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية لم تر في البداية أي دليل على أن حزب الله قادر على ضرب السفن البحرية على بعد أميال من الساحل، إلى أن استهدف صاروخ السفينة الرئيسية للبحرية الإسرائيلية “آي إن إس هانيت”، ما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الطاقم.

وإذا كانت حماس تخطط لمفاجأة مماثلة، يتوقع هينز ومحللون آخرون أن تكون عبارة عن مسيرات مائية مماثلة لتلك التي كان الزواري يطورها للحركة قبل أكثر من سبع سنوات، أو صاروخا كبيرا مزودا بنظام توجيه دقيق، مما قد يمكن المجموعة من ضرب البنية التحتية الحيوية أو القواعد العسكرية بدقة على بعد عدة كيلومترات.

القوات البرية والمركبات الإسرائيلية يمكن أن تواجه أشكالا أكثر قوة من القنابل القاتلة التي تزرع على الطرق، والتي تعمل الجماعات المدعومة من إيران منذ عقدين على تطويرها.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن آلاف الصواريخ والقذائف التي أطلقتها حماس على إسرائيل حتى الآن، تفتقر إلى حزم توجيه متطورة على الرغم من أن العديد من الخبراء يعتقدون أن الجماعة المسلحة قد حصلت على التكنولوجيا الأساسية من إيران أو حزب الله قبل سنوات.

ويستعد الجيش الإسرائيلي لهجوم بري محتمل على غزة، بعد توجيهه أوامر لعشرات الآلاف من جنوده بالقضاء على قيادة حماس في غزة، وأعلن أن هدفه النهائي من العملية يتمثل في القضاء على الوجود السياسي والعسكري لقيادة حماس.

ويمكن أن تواجه القوات البرية والمركبات الإسرائيلية أشكال أكثر قوة من القنابل القاتلة التي تزرع على الطرق، والتي تعمل الجماعات المدعومة من إيران منذ ما يقرب من عقدين من الزمن على تطويرها.

وفي وقت سابق، تحدثت تقارير استخباراتية أميركية عن تدريب خبراء إيرانيين لمسلحين متمركزين في سوريا على تصنيع قنبلة خارقة للدروع يمكن أن تخترق الغطاء الفولاذي لدبابة قتالية من مسافة 75 قدما.

وقال مسؤولو استخبارات أميركيين حاليين وسابقين إن قدرات حماس العسكرية تعتمد بشكل كبير على الدعم الذي تقدمه لها إيران.

وفي حين لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على مسؤولية أو صلات طهران بهجوم السابع من أكتوبر، تشير واشنطن بوست إلى أن من المعروف أن المسؤولين الإيرانيين قدموا تدريبات عالية التقنية ومساعدة لوجستية لحماس وحلفائها كجزء من دعم عسكري يقدر بـ 100 مليون دولار.

وقدمت إيران لسنوات نماذج أولية للصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار التي تستخدمها حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، كما ساعدت حزب الله في نشر عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، والعديد منها مجهز بأنظمة توجيه تسمح له بضرب أهداف بعيدة بدقة.

وباستخدام التكنولوجيا الإيرانية أيضا، قامت حماس ببناء مصانع تحت الأرض قادرة على إنتاج الصواريخ والمسيرات.

ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن المكونات الرئيسية، مثل المتفجرات والدوائر الإلكترونية، يتم تهريبها إلى القطاع عبر الأنفاق أو يتم إسقاطها قبالة ساحل غزة عن طريق القوارب.

وفي حين أن تهريب الأسلحة الكبيرة نسبيا مثل الصواريخ أمر صعب، فإن المكونات اللازمة لتحويل الصواريخ “غير الذكية” إلى أسلحة دقيقة وموجه “لن يحتاج حتى إلى حقيبة ظهر لتهريبها بل يمكن فقط وضعها في حقيبة يد فاخرة”، وفقا لهينز، وهو أحد المحللين العديدين الذين يقدرون أن حماس ربما تمتلك مثل هذه الأسلحة.

وأظهرت حماس أنها قادرة على تطوير مسيرات تحت مائية من الناحية التكنولوجية، بعد أن تم وضع التصميم الأساسي لهذه المشروع منذ سنوات من قبل الزواري، مهندس الطيران الذي عمل مع حماس داخل غزة قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في صفاقس، على الساحل التونسي لبناء النموذج الأولي.

ومن المرجح أن عشرات الآلاف من مسلحي حماس قد تحصنوا داخل مئات الكيلومترات من الأنفاق والمخابئ تحت مدينة غزة والأجزاء المحيطة بها شمالا.

ويتوقع القادة العسكريون الإسرائيليون أن تحاول الحركة عرقلة تقدمهم أيضا من خلال تفجير بعض هذه الأنفاق مع تقدم الإسرائيليين فوقها، وأيضا من خلال تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق وتفخيخ المباني.

وفي أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية عن ضحايا الصراع الخميس، قتل نحو 3800 شخص وأصيب أكثر من 12 ألفا بجروح، معظمهم مدنيون، وسط تقديرات بوجود المئات تحت الأنقاض بحسب مسؤولين في غزة. بينماتسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، بسقوط أكثر من 1400 قتيل في إسرائيل، واختطاف نحو 200 شخص، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى