سياسة

إسرائيل تتجاهل التحذيرات وتستعد لتوغل أكبر في رفح


تستعد إسرائيل لإرسال مزيد من قواتها إلى رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي أصبحت النقطة المحورية في الحرب على القطاع، ويُشير هذا الإعلان إلى أن إسرائيل تعتزم التوغل بشكل أعمق في رفح على الرغم من المخاوف الدولية بشأن التهديد الذي يتعرض له المدنيون من جراء غزو واسع النطاق للمدينة، حيث لجأ أكثر من مليون نازح.

وقال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد اجتماعه مع القادة العسكريين في منطقة رفح: “لقد تم بالفعل مهاجمة مئات الأهداف، ستستمر هذه العملية”.

توغل بري

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإنه خلال الأسبوع الماضي، وصفت إسرائيل هجومها بأنه عملية عسكرية محدودة، لكن صور الأقمار الصناعية وتعليقات جالانت أمس الخميس تُشير إلى أن هناك توغلًا أكثر أهمية يجري بالفعل.

وتابعت أن رفح هي المركز اللوجستي الأكثر أهمية في قطاع غزة، والبوابة الحيوية لمعظم المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات التي دخلت القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة. وقد أدى القتال إلى إغلاق معبر حدودي بين رفح ومصر، كما أدى لبعض الوقت إلى تقليص حركة المرور إلى حد كبير في المعبر بين رفح وإسرائيل في كيرم شالوم.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن “خطر المجاعة في غزة لم يلوح في الأفق أبدًا”.

وأوضحت الصحيفة أنه مع توغل إسرائيل بشكل أعمق في رفح، وتجدد الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال في شمال غزة الذي يعاني من ضغوط شديدة، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من المدنيين الآخرين، فإن التساؤلات حول أين سيذهب النازحون من غزة وكيف سيدخل الغذاء والدواء وغيرهما من الضروريات الأساسية ويتم توزيعها في جميع أنحاء غزة تزداد أهمية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها يوم الأربعاء، القوات الإسرائيلية تقترب من وسط مدينة رفح. ويمكن رؤية المباني المنهارة والحطام في جميع أنحاء الأجزاء الشرقية من المدينة، على النقيض من الصور التي التقطت الأسبوع الماضي، عندما لم تظهر سوى أضرارًا محدودة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من مناطق رفح التي كانت مليئة بالخيام والمركبات قبل أسبوع فقط، بدت فارغة بحلول يوم الأربعاء الماضي.

نزوح جديد

وأفادت الصحيفة بأن رأفت أبو طعيمة، 62 عامًا، اضطر وعائلته إلى النزوح ست مرات منذ بداية الحرب في غزة، وفي يوم الخميس، وجد نفسه في أحدث ملجأ مؤقت له، محشورًا داخل خيمة في مدينة خان يونس التي مزقتها المعارك، وهو يتساءل كيف سيطعم أطفاله التسعة.

كان أبو طعيمة سائق سيارة أجرة قبل الحرب، وهو من بين ما تقدر الأمم المتحدة أنه نزوح جماعي لـ600 ألف شخص من مدينة رفح الجنوبية والمناطق المحيطة بها، حيث تقصف الغارات الجوية الإسرائيلية الأرض وتتوغل الدبابات بشكل أعمق في المناطق الحضرية. 

وقال: “لم يساعدنا أحد هنا بأي شيء”، وقد دفعه التوتر الناتج عن سبعة أشهر من الحرب إلى البكاء.

وأضاف أبو طعيمة أنه تمكن من العثور على بعض المساعدات في رفح، التي فر منها الأسبوع الماضي، ولكن في خان يونس يشعر بأنه محروم من الأمل، قائلًا: “لا أحد يهتم بكل هؤلاء الأطفال والنساء هنا.”

خارج ساحة المدرسة يوم الخميس، مرت في الشارع بضع شاحنات تحمل مساعدات إنسانية. وحاول الأطفال أخد ما في وسعهم.

جلسة العدل الدولية

وأوضحت الصحيفة، أنه مع تصاعد الانتقادات للعمليات العسكرية الإسرائيلية يوم الخميس، حثت جنوب إفريقيا قضاة محكمة العدل الدولية على إصدار أمر بإنهاء الهجوم البري على رفح، قائلة إنه يعرض حياة الفلسطينيين في القطاع لخطر الدمار الوشيك.

وجاءت الجلسة بعد أن طلبت جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي من المحكمة إصدار المزيد من القيود على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفي الملفات التي كشفت عنها المحكمة، أشارت جنوب إفريقيا إلى “الضرر الذي لا يمكن إصلاحه” الذي يشكله التوغل الإسرائيلي في رفح.

وقال فوغان لوي، المحامي البريطاني، للمحكمة: “لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن تصرفات إسرائيل في رفح هي جزء من اللعبة النهائية التي يتم فيها تدمير غزة بالكامل كمنطقة قادرة على السكن البشري، هذه هي الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطيني”.

وتقول إسرائيل، التي تنفي مزاعم الإبادة الجماعية، إن هجومها الأخير على شرق رفح هو “عملية دقيقة” تستهدف أعضاء حماس. ومن المتوقع أن تقدم دفاعها أمام المحكمة يوم الجمعة.

وفي تطور يبعث على الأمل، قام الجيش الأمريكي بتثبيت رصيف مؤقت على ساحل غزة يوم الخميس، ما أدى إلى إنشاء نقطة دخول إضافية للمساعدات الإنسانية، على الرغم من أن الرصيف لا يزال قيد الاختبار.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صباح الخميس إنه سيتم تحميل المساعدات على شاحنات ستبدأ في التحرك إلى الشاطئ “في الأيام المقبلة”. 

وقال مسؤولون الأسبوع الماضي إن الرصيف العائم والجسر قد اكتملا، لكن الظروف الجوية أخرت تركيبهما.

مساعدات غير كافية

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن البنتاغون يأمل أن تجلب عملية الرصيف مساعدات كافية لنحو 90 شاحنة يوميًا في البداية، وتصل إلى 150 شاحنة يوميًا عندما تصل إلى طاقتها الكاملة.

بينما قالت وكالات إغاثة ومسؤولون في الأمم المتحدة إن قطاع غزة يحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميًا على الأقل لتلبية احتياجاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى