سياسة

إسرائيل تستهدف مباشرة حشد تجمع حول المساعدات


 قُتل أكثر من 110 فلسطينيين وأصيب المئات برصاص القوات الإسرائيلية اليوم الخميس أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة عن “ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 104 شهداء .و760 إصابة برصاص قوات الاحتلال الذي استهدف تجمع المواطنين الذين حاولوا الحصول على الطعام أثناء وصول شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة”.

وأقر مصدر عسكري إسرائيلي بإطلاق الجيش النار تجاه حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في شارع الرشيد جنوب مدينة غزة. ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير.
وذكر أن “الحادث وقع بالقرب من الطريق الإنساني الذي تقوم قواتنا بتأمينه”. مضيفا أنه “نتيجة التجمع العنيف اقترب جزء من الحشود نحو قوة عسكرية كانت تهتم بالسماح ونقل الشاحنات في إطار حملة إنسانية لنقل المساعدات بطريقة شكلت خطرًا على القوات التي ردت بإطلاق نار”. وذكر أن “الحادث قيد التحقيق”.

وأفاد مدير الطوارئ في مستشفى الشفاء أمجد عليوة في بيان سابق عن سقوط “50 شهيدا على الأقل وأكثر من 120 مصابا بينهم نساء وأطفال جراء إطلاق الاحتلال النار في ساعة مبكرة اليوم في اتجاه آلاف المواطنين الذين تجمعوا عند وصول شاحنات المساعدات إلى مفترق النابلسي غرب مدينة غزة”. 
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إنه “على اطلاع على التقارير”.
وبحسب شاهد عيان. وقع الحادث عند دوار النابلسي في غرب مدينة غزة لدى “اندفاع” العديد من الفلسطينيين سعيا للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل الى منطقتهم منذ بدء الحرب.
وأضاف “اقتربت الشاحنات المليئة بالمساعدات من بعض دبابات الجيش (الإسرائيلي). التي كانت في المنطقة واندفعت الحشود نحو الشاحنات”. وتابع الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه “أطلق الجنود النار على الحشود عندما اقترب الناس من الدبابات”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه “لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية. أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات. فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع”. مضيفا أن الواقعة جرت في “ظروف مروعة”.

وقال البيت الأبيض اليوم الخميس إنه يبحث في تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات بالقرب من مدينة غزة. واصفا ذلك بأنه “حادث خطير”.

وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان “نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء .ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة. حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم”.

وأضاف أن “هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها. بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تتحقق من تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على أشخاص كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات غذائية في غزة. وعبر عن اعتقاده بأن الحادث الدموي سيعقد المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.

وأدانت وزارة الخارجية السعودية استهداف إسرائيل طوابير مساعدات إغاثية ضمّت مدنيين عزل في شمال قطاع غزة.
وقالت في بيان إنها “تعرب عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، والذي أسفر عن وفاة العشرات وإصابة المئات. جرّاء قصف قوات الاحتلال طوابير المساعدات الإنسانية في غزة”.
وأكدت “رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة”.
وجددت السعودية “مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني. والفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين”.
كما دعت إلى “تمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية بدون قيود. للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها” .وشددت على “ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار يمنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء”.

ووصف متحدث وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجوم الإسرائيلي .الذي استهدف فلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة بأنه “عمل همجي”.
وقال كنعاني في منشور على منصة إكس “استشهد أكثر من 100 فلسطيني. كانوا ينتظرون في طوابير المساعدات الإنسانية في شارع الرشيد بغزة، وأصيب أكثر من 800 آخرين. نتيجة الهجوم الهمجي للكيان الصهيوني”.
وأضاف “العار الناجم عن دعم النظام الصهيوني القاتل والصمت حيال الإبادة الجماعية. بحق الفلسطينيين، لن يُمحى من جبين المدافعين المزيفين عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”.

ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة اليوم. بعد إعلان وزارة الصحة في غزة مقتل نحو مئة فلسطيني خلال عملية توزيع مساعدات في شمال القطاع. وفق برنامج العمل المحدث للمجلس.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة .البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يهددهم خطر المجاعة خاصة في شمالي القطاع.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”. إنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة. مساعدات إلى قطاع غزة خلال شباط/فبراير وهو ما يمثل انخفاضا بنحو 50 في المئة مقارنة بكانون الثاني/يناير المنصرم.

من جانبها، وصفت حركة حماس الحادثة بأنها “مجزرة مروعة” وقالت إن المواطنين “ذهبوا للحصول على الغذاء والمساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوما”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “المجزرة البشعة”. معتبرة أنها “جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا”.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل. أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون. وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة. ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.
وتوّعدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة. وتنفّذ عمليات قصف مكثفة أرفقتها اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر بعمليات برية أدت إلى مقتل 30035 شخص وإصابة 70457 شخصا .آخرين وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى