سياسة

إسرائيل تضع خطة لضرب منشآت الطاقة والبنية العسكرية في إيران


 نقلت شبكة ‘إن بي سي نيوز’ الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل حددت بنك أهداف في ردّ مرتقب على الهجوم الإيراني الأخير، يشمل ضرب البنية التحتية العسكرية والطاقة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد هدد بالفعل إيران برد مفاجئ لن تتوقع توقيته ونتائجه.

وبحسب المصدر ذاته، لم يتخذ الإسرائيليون بعد قرارا واضحا بشأن موعد الردّ، لكن الجيش الإسرائيلي يقول إنه جاهز تمام بمجرد صدور أوامر بالتحرك، بينما من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني اليوم الأحد للتصويت على تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغالانت لتحديد نطاق وتفاصيل الرد على إيران بعد هجومها الصاروخي.

وتقول مصادر إن الإدارة الأميركية لا تعرف على وجه الدقة متى سترد إسرائيل لكن الجيش الإسرائيلي على أتم الاستعداد لتنفيذ عملية ستكون مباغتة ودقيقة بمجرد صدور الأوامر بذلك.

وتأتي هذه التطورات بعيد محادثة بين وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي يوآف غالانت ناقشا فيها التحذيرات من طبيعة الرد المحتمل والذي قد يطال منشآت نووية أو منشآت النفط.

والأرجح أن غالانت لم يقدم تفاصيل لنظيره الأميركي، فيما تحرص إسرائيل على أن يكون الردّ مباغتا وقويا ويشمل أهدافا محددة، إلا أن الولايات المتحدة حثت تل أبيب على أن يكون ردّها متناسبا وأن يقتصر على أهداف عسكرية وتجنب استهداف منشآت الطاقة والمنشآت النووية.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون، بحسب شبكة ‘إن بي سي نيوز’، أن لا معلومات لديهم عن موعد الرد الإسرائيلي، مشيرين إلى أن إسرائيل حجبت الكثير من التفاصيل عن واشنطن ولم تشارك معهم الجدول الزمني للعملية المرتقبة. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الرد قد يأتي خلال عطلة يوم الغفران.

ولم يناقش الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي تفاصيل الهجوم المرتقب. لكن بايدن حث نتنياهو على التركيز على الجوانب الإنسانية في الحرب على غزة وجنوب لبنان.

كما أكد له أن إسرائيل بحاجة إلى التفكير في عواقب الحرب على جبهتين، في لبنان وإيران إلى جانب جبهة غزة.

وتتوجس الولايات المتحدة من أن اي رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني قد يدفع الميليشيات العراقية الموالية لإيران لضرب أهداف أميركية في المنطقة. وقد هددت تلك الميليشيات بالفعل باستهداف القوات والمصالح الأميركية.

وتستعد واشنطن عسكريا للدفاع عن مصالحا في المنطقة وتتحسب بالفعل لعمليات مكثفة ينفذها وكلاء إيران ردا على اي هجوم إسرائيلي تشارك فيه الولايات المتحدة. بينما تقول مصادر إن الأخيرة لن تشارك بشكل مباشر في اي عملية إسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية.

وقال الجيش الإسرائيلي مساء السبت عبر منصة ‘اكس’. إن الولايات المتحدة نشرت منظومة ثاد المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تحسبا لتهديدات إيران.

نشر واشنطن منظومة ثاد الدفاعية في اسرائيل أوضح إشارة على قرب الرد الايراني على الهجوم الصاروخي الايراني
نشر واشنطن منظومة ثاد الدفاعية في اسرائيل أوضح إشارة على قرب الرد الايراني على الهجوم الصاروخي الايراني

ووصفت هذه الخطوة بأنها الأولى من نوعها، رغم أن الولايات المتحدة سبق. أن أعلنت نشر منظومة ثاد أول مرة في إسرائيل خلال مارس/ آذار 2019، كجزء من تدريبات دفاعية مشتركة.

وكان نشر تلك المنظومة الدفاعية مؤقتا. فيما لم يُعرف بعد ما إذا كان النشر الجديد دائما بما يعني دمجها في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

وقالت القناة الـ”12″ العبرية (خاصة)، السبت، إن جنودا أميركيين “سيديرون للمرة الأولى” بطاريات هذه المنظومة في إسرائيل.

وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر في بيان إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن سمح وزير الدفاع لويد أوستن “بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 نيسان/أبريل ومجددا في الأول من تشرين الأول/أكتوبر”.

ويأتي نشر ‘ثاد’ مجددا في إسرائيل في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لتوجيه ضربة “كبيرة” لإيران وذلك بعد الهجوم الصاروخي الانتقامي .الذي نفذته طهران على تل أبيب مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ومنظومة ثاد من صنع شركة لوكهيد مارتن الأميركية .وتُعتبر سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية.

وتقول الشركة المصنعة إن ‘ثاد’ هي “المنظومة الأميركية الوحيدة المصممة لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي”.

وقبل ‘ثاد’ كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعتمد على 3 منظومات هي’آرو’ بعيدة المدى، و’مقلاع داود’ متوسطة المدى و’القبة الحديدية’ قصيرة المدى .وأخفقت جميعها في اعتراض كثير من الصواريخ الإيرانية خلال الهجوم الانتقامي الأخير.

وعقب الهجوم الإيراني الانتقامي، تعهد نتنياهو وقادة إسرائيل العسكريون .والسياسيون بـ”شن هجوم قوي وكبير” على طهران دون تحديد موعد لذلك. فيما طالب بعضهم بمهاجمة المنشآت النووية والنفطية الايرانية.

وقالت إيران إن هجومها الانتقامي على إسرائيل استند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي “تنص على حق الدول الأعضاء في استخدام القوة. للدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح ضدها”، في إشارة إلى اغتيال هنية على أراضيها.

وتوعدت بأنها سترد بضرب “بُنية إسرائيل التحتية بشكل .واسع وشامل” إذا ردت الأخيرة على هجومها الانتقامي.

وتتحرك إيران كذلك على أكثر من جبهة في المنطقة ضمن استعداداتها لأي هجوم إسرائيلي. فبعد زيارة وزير خارجيتها عباس عراقجي للخليج لبحث التصعيد المرتقب .وتحذير أي دولة خليجية من فتح المجال الجوي لإسرائيل لضرب إيران. يصل عراقجي الأحد إلى بغداد لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين وقادة الميليشيات الموالية لطهران.

ونقلت صحيفة الصباح العراقية الأحد عن باسم العوادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية قوله إن وزير الخارجية الإيراني سيزور بغداد لإطلاع حكومة محمد شياع السوداني على آخر تفاصيل المباحثات التي أجرتها طهران إقليميا. ودوليا خلال الأسبوعين الماضيين ومسار الأحداث المتوقعة خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح أن عراقجي سيجتمع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للاطلاع على “جهود العراق واتصالاته .بشأن الأزمة وأن الحكومة العراقية لن تتخلى عن أداء مسؤوليتها الخارجية”.

وقال وزير الخارجية الإيراني في منشور على منصة إكس اليوم الأحد. إن إيران “ليس لديها خطوط حمراء” عند ما يتعلق الأمر بالدفاع عن شعبها ومصالحها. وذلك في وقت تترقب فيه المنطقة رد إسرائيل على أحدث هجوم صاروخي شنته طهران عليها.

ويدرك العراق أنه سيكون في قلب الصراع إذا اتسع نطاق الحرب نظرا لموقعه الجغرافي .وللتداخلات بين طهران وبغداد ولوجود نفوذ إيراني قوي على ساحته. وعلى الساحة السورية المجاورة من خلال الميليشيات المسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى