سياسة

إلغاء المكافأة على حقاني.. واشنطن تُعيد رسم علاقاتها مع طالبان


في تطور مفاجئ، أقدمت الولايات المتحدة على إزالة المكافأة التي كانت قد رصدتها مقابل الإدلاء بمعلومات عن سراج الدين حقاني، القيادي البارز في حركة “طالبان“. إلى جانب عدد من الشخصيات المرتبطة به، هذه الخطوة أثارت تكهنات حول خلفيات القرار. خاصة في ظل التوترات الداخلية المتزايدة بين أجنحة الحركة، والتقارير التي تتحدث عن انقسامات محتملة بين فصيل قندهار. الذي يقوده هبة الله أخوند زاده، و”شبكة حقاني” التي كانت تُعتبر إحدى أبرز القوى النافذة داخل الحركة.

إلغاء المكافأة.. تغيير في الأولويات الأمريكية؟

أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، السبت. أن واشنطن ألغت المكافأة التي كانت قد رصدتها سابقًا وقدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على سراج الدين حقاني، أحد أبرز قيادات حركة “طالبان“.

وبحسب موقع “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأميركية. فقد تم أيضًا حذف أسماء يحيى وعبد العزيز حقاني من قائمة المطلوبين. حيث كانت قد رُصدت مكافآت قدرها 5 ملايين دولار لكل منهما. 

من هو؟

سراج الدين حقاني ابن الشيخ جلال الدين حقاني عضو في مجلس شورى الإمارة الإسلامية لطالبان، وهو كان على رأس قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي .والقائد الفعلي لشبكة حقاني (أحد الأذرع الضاربة لحركة طالبان) وأحد أبرز حلفاء القاعدة.

ولد في ولاية بكتيا، كُلِفَ من قبل الإمارة الإسلامية بالجبهة الجنوبية الشرقية لأفغانستان. (بكتيا، خوست، بكتيكا)، يحتفظ سراج الدين حقاني بعلاقات .وثيقة مع تنظيمات متطرفة أبرزها تنظيم القاعدة، وهو أحد أبرز الشخصيات القيادية في شبكة حقاني التي أسسها والده جلال الدين حقاني.

نسّق حقاني عمليات هجومية عبر الحدود ضد القوات الأمريكية. وضد قوات الائتلاف في أفغانستان وشارك فيها.

صفقة تبادل أم تحول استراتيجي؟

التقارير تشير إلى أن هذا الإجراء جاء في إطار صفقة غير معلنة. تضمنت إطلاق سراح المعتقل الأميركي جورج غليزمان. ورغم أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تصدر تعليقًا رسميًا حول القرار. فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لا يزال يُدرج سراج الدين حقاني على قائمة المطلوبين. مشيرًا إلى دوره في “تنسيق وقيادة هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف خلال سنوات الحرب في أفغانستان”. 

غياب طويل وظهور مفاجئ

في تطور لافت، ظهر سراج الدين حقاني علنًا بعد غياب استمر 52 يومًا. حيث شوهد في أحد مساجد مدينة خوست في 14 مارس الجاري.

إلا أن غيابه المستمر عن مقر وزارة الداخلية الأفغانية. حيث يشغل منصب الوزير بالوكالة، أثار تساؤلات حول وضعه داخل هيكل السلطة في “طالبان“، في ظل التقارير التي تتحدث عن تراجع نفوذه لصالح جناح قندهار. 

محمد آصف صديقي، النائب السابق لرئيس مجلس الشيوخ الأفغاني. صرح بأن التوترات بين زعيم “طالبان” هبة الله أخوند زاده و”شبكة حقاني” تصاعدت في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تجريد حقاني من بعض سلطاته داخل الحركة. 

وقال صديقي في حديث لقناة “أمو تي في”: لقد تعمقت الخلافات. وأصبح واضحًا أن حقاني لم يعد يتمتع بالنفوذ ذاته داخل طالبان، مما يجعل استقالته أمرًا شبه حتمي.

نفي رسمي وشكوك متزايدة

في المقابل، نفى المتحدث باسم “طالبان“، ذبيح الله مجاهد، صحة التقارير التي تتحدث عن انقسامات خطيرة داخل الحركة. معتبرًا أن “الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي”، ولا يعكس انقسامًا جوهريًا.

لكن استمرار غياب حقاني عن مقر وزارة الداخلية، رغم ظهوره العلني في خوست. يزيد من التكهنات حول موقعه الحقيقي داخل قيادة “طالبان“. ومدى تأثير هذه الخلافات على توازن القوى داخل الحركة. 

إلغاء المكافأة الأميركية يثير تساؤلات بشأن مستقبل العلاقة بين واشنطن و”طالبان“. خاصة أن القرار جاء في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الحركة بسبب سياساتها الداخلية، وتعاملها مع قضايا الأمن والإرهاب. 

وبينما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من تحولات أوسع في الاستراتيجية الأميركية تجاه أفغانستان، فإن استمرار الانقسامات داخل “طالبان” قد يعمّق حالة عدم الاستقرار. ويؤثر على تماسك السلطة في كابول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى