تزامناً مع انطلاق “عام الخمسين” رسمياً في 6 أبريل عام 2021،
وفق ما أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. للاحتفاء بالرحلة الإنسانية الفريدة للخمسين عاماً الأولى من تاريخ دولة الإمارات، والإعداد للتحوّل الفاعل والمُستدام للخمسين عاماً القادمة، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة إعلان مبادرات متنوعة ولكنها تخدم جميعها هدفاً واحداً، وهو تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، في أن تكون الإمارات في المركز الأول عالمياً في جميع المؤشرات التنموية والإنسانية.
فمن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “مشروع 300 مليار” كاستراتيجية حكومية هي الأشمل من نوعها، للنهوض بالقطاع الصناعي في الدولة وتوسيع حجمه ونطاقه، ليكون رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، إلى بدء التشغيل التجاري لمحطة “براكة” النووية، التي تعد أول محطة للطاقة النووية السلمية في العالم العربي، إلى إعلان أسماء الدفعة الثانية من رواد الفضاء الإماراتيين واختيار ابنة الإمارات نورا المطروشي كأول رائدة فضاء عربية، مروراً بإطلاق “خطة دبي الحضرية 2040″، التي ترسم خريطة مستقبلية متكاملة لإمارة دبي لتكون المدينة الأفضل عالمياً في المعيشة والحياة.. مع كل هذه المبادرات التي جاءت في وقت زمني قصير، تؤكد دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ماضية بعزم وإصرار لتحقيق رؤيتها المستقبلية الطموحة، وأنها عازمة على تحقيق هدفها الأسمى في وقت أقرب بكثير مما هو مخطط له.
والمتأمل في كل هذه المبادرات يلاحظ بوضوح طابعها المستقبلي، فهي جميعها تضع خططاً طموحة لتحقيق الريادة والتميز في المستقبل، كما أنها تتسم بتنوع مجالاتها ما يعني أننا إزاء استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لتحقيق التنمية المستدامة، فـ”مشروع 300 مليار” يركز على تطوير القطاع الصناعي، ولا سيما ما يتعلق منه بالصناعات التي تعتمد على التكنولوجيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في إطار ما يعرف باسم “الثورة الصناعية الرابعة” التي سبق وأعلنت الدولة استراتيجية واضحة وشاملة خاصة بها. وهذا القطاع كما نعلم جميعاً هو مركز التنافس العالمي في الوقت الراهن، ومجال تركيز الدول الباحثة عن الريادة الإقليمية والعالمية في المستقبل.
وفي حين يؤكد التشغيل التجاري لمحطة براكة للطاقة النووية السلمية التزام الإمارات بالاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة والنظيفة والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط ضمن خطط واضحة للحفاظ على مكانة الدولة ودورها المستقبلي في أسواق الطاقة العالمية، فإن الإعلان عن اختيار نورا المطروشي ومحمد الملا للانضمام إلى برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية يؤكد أن الإمارات وقيادتها الرشيدة ماضية بقوة في طريق الاستثمار في الفضاء، بعد مبادراتها الناجحة والرائدة في هذا المجال، والتي توجتها بوصول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ في فبراير الماضي في إنجاز غير مسبوق عربياً وضع الإمارات ضمن الدول القليلة التي استطاعت الوصول للكوكب الأحمر. والإعلان عن اختيار شابين إماراتيين جديدين لبرنامج رواد الفضاء يبعث برسالة أمل وإلهام جديدة ليس فقط للشباب الإماراتي ولكن لكل الشباب العربي عامة، وللمرأة العربية خاصة بعد أن أثبتت قيادتنا الرشيدة أنه لا حدود أمامها في مجال تمكين المرأة، وأن بنت الإمارات قادرة على مواصلة مسيرة التمكين والإنجازات حتى في الفضاء.
كل هذه المبادرات الرائدة تؤكد أننا أمام دولة نموذج وقيادة استثنائية تسابق الزمن وتعمل على اختصار المسافات للوصول إلى تحقيق هدفها الطموح في تحقيق الريادة العالمية للإمارات، التي تحققت لها بالفعل في عشرات المؤشرات التنموية.