سياسة

استعدادات إسرائيل لمواجهة الضربات الإيرانية من البحر المتوسط


منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، أثناء تواجده في حفل تنصيب الرئيس الإيراني، واتهام رئيسي لإسرائيل بعملية الاغتيال التي تمت في طهران العدو الأساسي لإسرائيل في الآونة الأخيرة وتوعدت طهران والمليشيات التابعة لها بالرد سريعًا على إسرائيل.

ومنذ توعد إيران وتقوم إسرائيل والولايات المتحدة بالاستعداد نحو تصعيد خطير في المنطقة، بداية من إرسال الولايات المتحدة للقوات والسفن الحربية لحماية الجانب الإسرائيلي، وكذلك تصعيد إيراني بدعم حزب الله في مواجهة إسرائيل، ولكن على الجانب الآخر تستعد إسرائيل للضربات الإيرانية.

استعدادات إسرائيل في حيفا

استعدت إسرائيل لتصعيد وشيك مع حزب الله في ظل ترقب لرد إيراني على اغتيال إسماعيل هنية، ومخاوف يقذفها ساحل مدينة حيفا، حيث يأتي التأهب في أعقاب اغتيال فؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله والمستشار العسكري لنصر الله، في بيروت الأسبوع الماضي، والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه، واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، والذي لم تعلن تل أبيب مسؤوليتها عنه، ومن ثم اغتيال عدد من القادة في حركة حماس على رأسهم “إسماعيل هنية”.

وفي حال تصاعدت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، فمن المرجح أن تتعرض مدينة حيفا الساحلية الشمالية لقصف بالعشرات، إن لم يكن المئات، من الصواريخ يوميًا، وربما لأسابيع متواصلة، والاستعدادات الإسرائيلية شملت إزالة المواد الخطرة من المنطقة الصناعية بالمدينة، إلا أن السكان المحليين بدوا غير مكترثين بالوضع، حيث أظهروا مواقف تراوحت بين اللامبالاة والاستسلام للقدر.

استعدادات وقلق شعبي

وقد رصد موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، إن المواطنين في مدينة حيفا بدا عليهم الاستسلام لحالة القلق، مع تواجد سفينة حربية إسرائيلية قبالة سواحل حيفا، في ظل تعهد من قبل إيران وحزب الله بالانتقام للاغتيالات قريبًا، وأصدرتا تهديدات يأخذها رئيس بلدية حيفا يونا ياهف على محمل الجد، وتوعد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي بإنزال “عقاب قاسٍ” بإسرائيل، كما توعد الحرس الثوري الإيراني في بيان إسرائيل بـ”عقاب شديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة.

وبدوره هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ”معركة مفتوحة في كل الجبهات، بينما قال ياهف يوم للقناة 12 الإسرائيلية عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: “للأسف، أصدقه في كل مرة هدد فيها بضرب مكان ما في مدينتي، تم ضربه لذلك أسمعه وأعد الأماكن التي يهدد بها لجعلها جاهزة قدر الإمكان”،وأضاف ياهف أن البلدية ألغت العديد من الفعاليات العامة لتجنب التجمعات الكبيرة، والسبت، توقعت إيران أن يضرب حزب الله اللبناني “عمق” إسرائيل و”ألا يكتفي بأهداف عسكرية”.

ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، إن حزب الله وايران ومعهم مليشيات الحوثي في اليمن يمتلكون صواريخ بالستية إيرانية دقيقة التوجيه من طراز فاتح- 110 ويصل مداها إلى 300 كيلومتر، وبالتالي تستعد إسرائيل بشكل مباشر، خاصة وأن إيران في الضربة المقبلة قد لا تعلن عنها وستكون مفاجئة بشكل كبير، لإنها ترى أن استهداف هنية على أراضيها هي إهانة كبرى لها ولابد أن يكون الرد بالمثل.

وأضاف فهمي أن في حال الحرب الشاملة ربما يستهدف حزب الله أهدافًا استراتيجية مثل ميناء حيفا ومنصات الغاز والنفط، كذلك هو أحرج إسرائيل بتصوير منشأت حيوية عبر المسيرات، ولذلك تقوم إسرائيل بنقل بعض المواد الكيميائية الخطرة من المجمعات الصناعية شمال وسط المدينة والميناء، بما في ذلك مطار حيفا وحول مصفاة النفط بازان وحتى مصنع الآيس كريم بالقرب من عكا، والهدف هو عدم استقبال ضربات كارثية مع معرفة حزب الله بكل شبر في حيفا.

بينما أكد الباحث السياسي طوني حبيب، إن حيفا مدينة تطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط مترامية الأطراف، ويسكنها حوالي 280 ألف نسمة، وبها حوالي 110 ملاجئ يتم صيانتها من قبل المدينة، وحزب الله يستعد بقوة لاستهداف المدينة، ومؤخراً تم بناء ملاجئ أو مناطق محمية في منازلهم بعد السابع من أكتوبر الماضي، عندما أدى هجوم حماس المباغت على إسرائيل إلى اندلاع حرب في قطاع غزة.

وأضاف حبيب إن قيام الإسرائيليون في وقت مبكر من الصراع الجاري، بتخزين الأطعمة المعلبة و ورق التواليت وغيرها من السلع المتعلقة بالطوارئ، أصبح بشكل عام ضغطاً على الاقتصاد الإسرائيلي المتهالك، ومع الضغط الإيراني على إسرائيل فقد يتهاوى لدرجة أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى