الألعاب الخطرة مفيدة للأطفال
قال خبراء إن انخفاض الفرص المتاحة للأطفال للمشاركة في “اللعب المحفوف بالمخاطر” قد يكون محركًا مهمًا لأزمة الصحة العقلية الحالية للمراهقين.
وبحسب تقرير نشره موقع “ABC” الإخباري، ثبت أن أشكال اللعب المثيرة التي تنطوي على مخاطر محتملة للإصابة تفيد نمو الأطفال الجسدي والعقلي والاجتماعي والعاطفي.
وذكر الموقع أنه “مع تطور الحديث عن الصحة العقلية، يدعو الخبراء إلى تعزيز أكبر للفوائد الصحية المرتبطة باللعب المحفوف بالمخاطر”.
وأشار إلى شعار “عظم مكسور خير من روح مكسورة”، الذي تعتز به ملاعب المغامرات في جميع أنحاء العالم.
وتابع: “على سبيل المثال، يوفر The Venny، وهو ملعب للمغامرات في مدينة ملبورن الأسترالية، مجموعة متنوعة من الأنشطة والمرافق التي تشجع الأطفال على الانخراط في اللعب المحفوف بالمخاطر”.
ويمثل الملعب ملاذًا من قيود الحياة العصرية من خلال حفر النار والترامبولين وبيوت الأشجار والدراجات والحيوانات والحدائق.. كل ذلك تحت إشراف بالغين يشجعون على أخذ المخاطر بشكل آمن.
وأضاف التقرير أن التأثير الإيجابي لمثل هذه الملاعب على المجتمع المحلي والتطور العاطفي لأطفاله واضح. وفي الوقت الحالي، تدعم الأبحاث العالمية فوائد اللعب المحفوف بالمخاطر.
وتشير الدراسات إلى أن اللعب ضروري مثل التغذية والنوم.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت الجمعية الكندية لطب الأطفال دليلاً للآباء بشأن اللعب المحفوف بالمخاطر.
كما أكدت طبيبة الأطفال الأسترالية أنثيا رودس، من مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن، أهمية اللعب لنمو الدماغ والصحة العامة.
وقالت: “إن اللعب أمر بالغ الأهمية لنمو دماغ الطفل، وسلامته البدنية والاجتماعية والعقلية، تمامًا مثل اتباع نظام غذائي جيد والراحة“.
وتسلط الأبحاث الضوء على كيف تقلل الحياة الحديثة من فرص الأطفال في المشاركة باللعب المحفوف بالمخاطر.
وعبّرت الدكتورة رودس، وهي أم لأربعة أطفال، عن اعتقادها أن دمجها في الحياة اليومية أسهل مما يعتقده الكثير من الآباء.
وأضافت أن اللعب المحفوف بالمخاطر ليس خطرا؛ فهو ينطوي على مواقف تكون فيها النتيجة غير معروفة، مما يوفر خبرات تعليمية قيّمة.
وقالت: “قد ينجح طفلك، وقد لا ينجح؛ وقد يتعرض لإصابة طفيفة، لكنه سيتعلم شيئًا ما على طول الطريق“.
وتشير الدراسات إلى أن التعرض المبكر للعب المحفوف بالمخاطر يمكن أن يقلل من القلق لدى المراهقين والمراهقات.
وأكدت الدكتورة رودس: “هناك رابط في بعض الدراسات يشير إلى أن الأطفال الذين لديهم تجارب لعب محفوفة بالمخاطر في مرحلة الطفولة المبكرة، أقل عرضة للإصابة بالقلق في وقت لاحق“.
ويؤكد الخبراء أن السر الحقيقي للعب المحفوف بالمخاطر يكمن في تحدياته العاطفية. وأشاروا إلى أن “الجرأة على القيام بشيء ما هي مخاطرة عاطفية، تنطوي على احتمالية التعرض للإحراج، وجُرح المشاعر، والتعامل مع المجهول“.
ومع ارتفاع اضطرابات الصحة العقلية بين الشباب بنسبة 50% تقريبا في غضون 15 عاما، يستكشف الخبراء والشباب والآباء والباحثون حلولا لعكس هذا الاتجاه. وقد يكون اللعب المحفوف بالمخاطر من ضمن الإجابات.