الإفراط في السكر وخطر السرطان… ما العلاقة؟
تذهب العديد من الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة بين الإفراط في تناول السكر وخطر الإصابة بالسرطان، خاصة لمن يعانون من السمنة.
دور السكريات
وتذهب بعض الفرضيات إلى أن دور السكريات البسيطة في ظهور بعض أنواع السرطان تمر عبر زيادة الوزن والسمنة، وهما عاملان معروفان يزيدان من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان المريء والكبد وسرطان الثدي وبطانة الرحم والكلى وسرطان القولون.
ولكن مع ذلك، يمكن أن تتدخل آليات أخرى حتى وإن لم تسجل زيادة في الوزن، ذلك أن استهلاك غذاء غني بالسكريات البسيطة يؤدي إلى إنتاج كمية هامة من الأنسولين، الهرمون الذي يعادل الكربوهيدرات، بينما نجد أن الأنسولين يمكن أن يسهل تكاثر الخلايا.
وبحسب موقع “نوترينات سانتيه” البحثي المتخصص، فإن الدراسات تشير إلى علاقات بين استهلاك السكر البسيط (المعروف بالسكر العادي الذي نستهلكه) والمشروبات والمنتجات الحلوة، وكذلك كتلة الكربوهيدرات وخطورة متزايدة للإصابة بأنواع من السرطانات، خاصة سرطان الثدي، بقطع النظر عن زيادة الوزن.
إلا أن هناك حاجة ماسة لإجراء مزيد من البحوث لتعميق هذه النتائج، كما لا يعرف إذا كان لسكريات الفواكه ومشتقات الحليب والمشروبات الحلوة التأثير نفسه في صحة الإنسان، وذلك بحسب موقع “يورونيوز” الإخباري.
هيئات الصحة العمومية
بالنظر إلى الآثار المضرة والمحتملة على الصحة، توصي هيئات الصحة العمومية بالحد من استهلاك السكر البسيط. كما يوصى أيضا بالحد من استهلاك المشروبات المحلاّة بما في ذلك المشروبات الغازية وعصائر الفواكه الغنية هي أيضا بالسكر.
وقد يقول البعض إن البديل يتمثل في اللجوء إلى تعويض السكر بمحليات اصطناعية، ولكن هذا قد لا يكون الحل الأمثل، لأن دراسات عدة أشارت فعلا إلى الآثار الضارة والمحتملة لهذه المواد الغذائية المضافة على الصحة.
ووفق دراسة حديثة من جانب “نوترينات سانتيه”، فإن علاقة بين استهلاك المحليات وأنواع من السرطان، مثل سرطان البنكرياس والكبد والقولون والثدي وبطانة الرحم، والكلى والمريء والفم والحلق والحنجرة، والمعدة والمرارة والمبيض والبروستات، فضلا عن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشكل البروتينات والدهنيات والكربوهيدرات الجزء الأكبر من استهلاكنا للطاقة، وهي تمثل إلى جانب الماء 98% من كميات الغذاء الذي نتناوله.
ولا يشمل مصطلح الكربوهيدرات الجزء المعقد فقط من السكريات، مثل النشويات كالبطاطس والأرز والمعجنات، بل يشمل أيضا السكريات البسيطة الموجودة طبيعيا في الغلال ومشتقات الحليب في شكل لاكتوز وجلاكتوز، وكذلك التي يضيفها المستهلك والطاهي أو الصناعي في شكل سكاروز.