الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وأهداف السلام في الشرق الأوسط
كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد
أسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منذ وضع اللبنة الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة، لقيم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال العدالة، وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مدافعة عن الحقوق المشروعة في الصراع العربي الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني بالخصوص.
ويأتي الاتفاق الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل برعاية أمريكية، ليؤكد على مبدأ إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وقد سبقته اتفاقيات ومعاهدات سلام وقعتها دول عربية مع إسرائيل، تمكنت بموجبها من استرجاع بعض الحقوق والأراضي المسلوبة، لكن عملية السلام ظلت بين مد وجزر، بين الجانبين وتعطلت كثيراً بل وصلت إلى حد الجمود الذي كان يهدد بإجهاض المفاوضات بين الفلسطينيين والدولة العبرية.
الاتفاق ينص على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل على عدة مستويات وسيؤدي إلى التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة والأمن والتكنولوجيا والطاقة وغيرها، كما سيتحرك البلدان للسماح برحلات ركاب مباشرة منتظمة وفتح سفارات وسفراء تجاريين للمرة الأولى، وذلك مقابل وقف إسرائيل خططها لضم أراضٍ فلسطينية جديد في الضفة الغربية، وهي الخطط التي كانت ستقضي تماماً على حلم إقامة الدولة الفلسطينية، كما سيمكن الاتفاق الفلسطينيين والعرب من استعادة حقهم ارتياد المقدسات الدينية في فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف، وممارسة شعائرهم ضمن حق مشروع ومضمون دون عوائق، وللإمارات كل الحق في وقف الاتفاق إن لم يلتزم الجانب الإسرائيلي ببنوده.
ولطالما دعمت دولة الإمارات الفلسطينيين لإعانتهم ونصرة قضيتهم، ولم تتردد في ذلك يوما على مر عقود مضت وإلى يومنا هذا، حيث ضلت تتبنى مواقف مبدئية واضحة تجاه فلسطين كقضية سياسية وإنسانية، ووضعتها على رأس برامجها الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية، حيث ساهمت الإمارات التي تعد من أكبر الجهات المانحة للأونروا، بأكثر من 828.2 مليون دولار أمريكي في الفترة من عام 2013 إلى أبريل 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي هناك، كما تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994. واستناداً إلى معطيات فلسطينية، بلغت المساعدات 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة.
وبطبيعة الحال، تعرض الاتفاق الثلاثي لهجوم ممنهج، دون النظر في إيجابياته ولا أهدافه المرجوة، من قبل أبواق شغلها الشاغل انتقاد الإمارات لا لشيء إلا أنها دولة الإمارات، معتبرين أن الخطوة خيانة للفلسطينيين، بينما يشيدون بعلاقات تركيا وقطر مع إسرائيل، على أنها تهدف لنصرة القضية الفلسطينية وطوق النجاة الذي سينقذ أهل فلسطين، ويعيد إليهم دولتهم كاملة كما لو أنها لم تحتل يوما، في مفارقة عجيبة غريبة، ورغم ذلك، ستواصل الإمارات العربية بدون شك، دعمها اللامحدود واللامشروط حتى الوصول لحلٍ دائم وعادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
كتب لموقع Im Arabic هبة بن أحمد