سياسة

البشير وانقلاب 1989.. اعترافات وإعلان بالمسؤولية


انطلقت موجة انتقادات حادة للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وجماعة الإخوان بمجرد إعلانه مسؤوليته الكاملة عن الانقلاب الذي وقع 1989.

حيث تنوعت ردود الأفعال بين كونها محاولة من البشير لترتيب صفوف النظام السابق. وإرسال رسائل لأنصاره للتماسك، والسخرية من الاعتراف واتهامه بالكذب، والتأكيد أنه لن يتم تصديقه حتى لو ارتدى قميص النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. 

وصرح البشير في إفادته لأول مرة منذ الإطاحة به أمام القضاء: “كانت الأوضاع لا تتحمل أي تأجيل، كتبنا مذكرة للإمام الصادق المهدي رحمه الله بعد الثانية عشرة منتصف الليل، كانت هناك أمور محددة يجب الحكومة أن تستجيب لها”.

وأضاف:” أعطوا الحكومة أسبوعًا مهلة ولكن لم يحدث أي شيء، مما تسبب في حالة تذمر واسعة داخل القوات المسلحة، بدأت حركة نشيطة جدا من الضباط لتغيير الأوضاع بالسودان”.

وتابع: “كنا واحدة من هذه المجموعات وتوكلنا على الله، الأمر كان يستدعي التضحية، لما دخلنا القيادة العامة لم ندخلها بقوة جيش، دخلتها كوني ضابطا مظليا من حماية ودفاع عن القيادة العامة، وكانت الاستجابة فورية ودون أي تردد”.

واختتم حديثه قائلا: “أتحمل كل المسؤولية عما تم في 30 يونيو/حزيران، وأعلم أن الاعتراف هو سيد الأدلة”.

رسائل متعددة

القيادي في قوى التغيير المدني، وزير التجارة الأسبق مدني عباس قال: “حتى عندما أراد أن يكون صادقاً ( البشير) وهو كذوب، لم يتمالك إلّا أن يكذب ويدّعي ما ليس له. أنت من اختارتك الحركة الإسلامية لتقود انقلابها المشؤوم وكان لك فيه إثم المناولة”.

وأضاف: “يدّعي البطولة من رهن البلاد كلها لحمايته بعد مذكرة توقيفه من المحكمة الجنائية الدولية، رئيس مخلوع فاسد اقتلعتك ثورة شعبية ما زالت مستمرة وسيلحق بك كل من مشى أو يمشي على دربك”.  

الكاتب الصحفي شوقي عبد العظيم، اتفق مع وزير التجارة الأسبق في أن البشير يكذب، ولكنه أضاف أن الرئيس المعزول سعى لتحمل المسؤولية لأنه يعلم جيدا أن القضاء لن يصدر ضده أحكاما قاسية مثل الإعدام لأنه بلغ من العمر أرذله.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن الاعتراف وضع الحركة الإسلامية، وأنصار البشير في مأزق، فهو يظهر مدى الكذب الذي كان يمارسه النظام السابق منذ الوصول لسدة الحكم، خاصة مع تأكيد البشير أنه يتحمل مسؤولية بالانقلاب، وأن ما فعله كان دون المدنيين، مؤكدا أن حركة الإخوان تحكم السودان بـ”الخداع”.

الحزب الشيوعي السوداني أيضا شدد على أن “المخلوع” يستمر في ممارسة هوايته، وهو الكذب المفضوح بهذا الاعتراف.

وقال في تغريدة عبر “تويتر” أن البشير حاول ادعاء البطولة وتبرئة زملائه المجرمين في عملية انقلاب 30 يونيو 1989، وواصل المخلوع ما ظل يمارسه خلال سنوات حكمه الثلاثين من “كذب مفضوح”.  

وذكر القيادي في الكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير الأمين داوود، إنَّ اعتراف البشير “لم يكن اعترافاً فقط، إنما أراد من خلاله توجيه رسائل لبقايا نظامه ودعوتهم للتماسك”، معتبرا أن “البشير وأعوانه حتى الآن لم تتم محاكمتهم بالشكل المطلوب ممَّا يعتبر خطراً على المرحلة الانتقالية واستقرار البلاد”.

سخرية

وعلى الجهة الثانية، سخر العديد من رواد السياسيين من تحمل البشير مسؤولية انقلاب 89، مؤكدين أنه لن يصدقوه أبدا.

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ياسر عرمان في تغريدة: “المؤتمر الصحفي أو البث المباشر لندوة (أسد أفريقيا) لن تساعد النظام البائد في ترتيب كروته، حتى ولو لبس البشير قميص ميسي وكان البث من نهائي المونديال”.

وأضاف: “إذا كانت الحركة الإسلاموية ترغب في العودة عبر نافذة البشير فلا شك أنها عائدة للماضي، ولا صلة لها بأجندة المستقبل، وتعيش في ظلام دامس، والمجد لنور ثورة ديسمبر الساطع ولشبابها وشهدائها”.  

نشطاء على موقع التواصل الاجتماع “تويتر” اتهموا أيضا البشير ب”الكذب”، وقالت أحد النشطاء وتدعى نوال الخبير:” إنهم يحلمون لأن عقلهم الباطن أصبح من الماضي، ولا يستطيعون مواكبة الحاضر، ولا التطلع للمستقبل لذا يعيشون في ظلامهم الدامس، كسرة دمسهم البلاء”. 

وقال ناشط أخرى يدعى “زاكوفيتش”: إن “قصة اعتراف عمر البشير بالمسؤولية عن انقلاب 1989 في السودان أمام محكمة بتحاكمه بتهمة تقويض النظام الدستوري عبر انقلاب عسكري بتفكرني بالفيلم المهم جداً Argentina 1985.. يُنصح بمشاهدته للمهتمين بالتاريخ”.  

ويظل الجدل القانوني حول هذه القضية قائماً بين أعضاء لجنة الدفاع وهيئة الاتهام، التي تطالب بعقوبة الإعدام أو السجن المؤبد باعتبار أنَّ الانقلاب جريمة مستمرة منذ تولي البشير الحكم وذلك لثلاثين عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى