سياسة

البوليساريو خارج اجتماعات الاتحاد الأفريقي


 يشكّل القرار الذي أصدره الاتحاد الأفريقي بحصر المشاركة في اللقاءات والمحافل التي ينظمها على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضربة موجعة لجبهة بوليساريو ومن ورائها داعمتها الجزائر، فيما تشير هذه الخطوة إلى تفاقم عزلة الكيان غير الشرعي كما تقيم الدليل أيضا على نجاعة الحراك الدبلوماسي المغربي الذي توّج بتعزيز مكاسب المملكة في قضية الصحراء المغربية سواء على الصعيد الأفريقي أو العالمي.

ونص مشروع القرار الجديد على مشاركة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة حصريا في المحافل الدولية الكبرى التي تُشكل أهمية للقارة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتي يحضرها رؤساء الدول والحكومات.

وأثار هذا التطور حفيظة الجزائر التي تؤيد الطروحات الانفصالية لجبهة بوليساريو وتدعم قادتها وتوفر الغطاء السياسي لهم وذهب أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري إلى حد اتهام أطراف، لم يسمها، داخل الاتحاد الأفريقي بالعمل على إقصاء “عضو مؤسس في المنظمة”، متجاهلا عدم اعتراف عديد الدول بالكيان غير الشرعي.

 

وانتقد عطاف رفض عدة دول أفريقية مشاركة الجبهة الانفصالية في القمم التي تنظمها المنظمة القارية ويشارك فيها عدد من الشركاء الدوليين.

وأعرب الوزير الجزائري عن أسفه لما وصفه بـ”حالة انسداد” يواجهها مشروع “السياسة والإطار الاستراتيجي”، متهما بعض الأطراف بالسعي إلى إقصاء بوليساريو ومنع مشاركتها في مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الأفريقية “تيكاد” المقبل.

وكانت الجزائر قد سعت إلى تمرير المشروع “الملغوم” بهدف إضفاء الشرعية على مشاركة بوليساريو في القمم التي يعقدها الاتحاد الأفريقي، لكن المخطط اصطدم برفض من أغلب دول القارة التي تقيم علاقات راسخة وشراكات إستراتيجية مع المغرب الذي أثبت مكانته كبوابة نحو أفريقيا.

وتدعم أغلبية الدول الأفريقية مغربية الصحراء وتؤيد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة لإنهاء النزاع المفتعل وتعتبره الحل الوحيد القابل للتطبيق على أرض الواقع.

وباءت كافة محاولات جبهة بوليساريو لكسب اعتراف دولي بالفشل، ما أدى إلى تعمق عزلتها الدولية، فيما أخفقت الدبلوماسية الجزائرية المرتبكة في تغيير الواقع رغم التجائها في الكثير من المناسبات إلى التضليل واختلاق روايات لا أساس لها من الصحة.

ونقل موقع عن عباس الوردي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط قوله إن “ستبعاد ميليشيا بوليساريو من المشاركة في الاجتماعات واللقاءات والقمم ذات الصبغة الدولية وحصر المشاركة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يؤكد أن المغرب  على السكة الصحيحة وأن القناعة الدولية بدأت تستكمل معالمها في إطار مواجهة مثل هذه الكيانات الوهمية والإرهابية على مستوى منظمة لها قوانينها المرتبطة بمبادئ الشرعية الدولية”.

بدوره اعتبر إبراهيم بلالي اسويح عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن المغرب تلقى بارتياح قرار المنظمة القارية، لافتا إلى أن “أغلب أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي ومفوضية الاتحاد أوفياء للشرعية والمشروعية”.

وأشار المصدر نفسه إلى أن “34 دولة أفريقية تدعم مغربية الصحراء بل حتى بعض الدول التي كانت بالأمس القريب داعمة لبوليساريو أصبحت اليوم تتجه نحو إقامة علاقات تعاون وشراكة مع المغرب في إطار رابح رابح”.

وأشار موقع “الصحيفة” المغربي نقلا عن مصادره إلى أن هذا القرار يأتي نتيجة دعم مجموعة من الدول اللأفريقية المؤثرة للمغرب والتي تؤيد سيادته على صحرائه مثل السنغال والكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وزامبيا والغابون وغينيا وافتتحت تمثيليات وقنصليات في الصحراء المغربية.

وكشف المصدر نفسه أن الدول الأخرى التي تحافظ على الحياد الإيجابي إزاء قضية الصحراء المغربية، دعمت القرار الذي يستبعد بوليساريو من اللقاءات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي بعد أن باتت مقتنعة بأن مصالحها الاقتصادية والسياسية تستوجب تأييد المبادرة التي تطرحها الرباط لإنهاء النزاع المفتعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى