تواجه جماعات الإسلام السياسي والإسلاميون عموما
معضلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل
فهم من جهة يريدون المحافظة على صورة نقية
رافضة لوجود إسرائيل والتطبيع معها
ومن جهة أخرى براغماتيون من الدرجة الأولى
عندما يتعلق الأمر بالسياسة والسلطة والعلاقات الدولية
ففي المغرب مثلا وقع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي
على اتفاقية السلام مع إسرائيل
ليجد اعلام الاخوان المدعوم من تركيا وقطر مادة دسمة
فلم يبقَ فصيل أو فرع من فروع «الإخوان» لم يدن بأشد العبارات التطبيع
ويهاجم المغرب والامارات والبحرين ويصف ذلك بالخيانة العظمى
حتى خرج بعدها خليفتهم أردوغان بتصريح نزل عليهم كالصاعقة
قال فيه إن بلاده ترغب في إقامة علاقات أفضل مع دولة إسرائيل
وأن المحادثات على المستوى الاستخباراتي استؤنفت بين الجانبين
كما أرسل سفيره إلى إسرائيل مجدداً وقدم أوراق اعتماده
للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين
ووجدت جماعات التيار الإسلامي نفسها في تناقض مع تصريحاتها ومواقفها السابقة
فاتضح أنها تهاجم دولا بعينها لأنها طبعت مع إسرائيل وتغض الطرف عن دول أخرى
أي أن المسألة ليست مسألة مبدأ ودفاع عن القضية الفلسطينية
بقدر ما هي تلون ومتاجرة وفق مبدأ الضرورات تبيح المحظورات
فما رأيك في جماعات التيار الإسلامي ومبادئها المتحورة؟