الثقوب السوداء في 2025.. مفاجآت علمية تقلب نظريات الكون
تُعد الثقوب السوداء من أكثر الظواهر غموضا وإثارة في عالم العلوم، فهي تتمتع بجاذبية هائلة لا تسمح حتى للضوء بالإفلات منها.
وليس غريبا أن تستحوذ هذه الأجرام الكونية على اهتمام العلماء والجمهور على حد سواء، لكن عام 2025 حمل معها سلسلة من الاكتشافات اللافتة التي عمّقت هذا الانبهار ووسّعت حدود المعرفة الفلكية.

ومع اقتراب عام 2026، شهدت الأشهر الاثنا عشر الماضية تقدما غير مسبوق في دراسة الثقوب السوداء، بفضل تلسكوبات متقدمة مثل “جيمس ويب” و”ألما” ومراصد الأشعة السينية، كاشفة عن مشاهد كونية وُصفت بأنها من الأكثر إدهاشًا حتى الآن.
وهذه كانت أبرز الاكتشافات:
أولا: ثقب أسود ينمو بسرعة في فجر الكون
في نوفمبر، أعلن علماء الفلك رصد ثقب أسود فائق الكتلة ينمو بسرعة غير متوقعة في كون لا يتجاوز عمره 570 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. الاكتشاف، الذي تم باستخدام تلسكوب جيمس ويب، كشف عن ثقب أسود يقبع في قلب مجرة صغيرة شديدة البعد تُعرف باسم” CANUCS-LRD-z8.6″، متحديا النظريات الحالية حول تشكّل المجرات والثقوب السوداء في بدايات الكون.

ثانيا: أول ثقب أسود «هارب» في الفضاء
وفي ديسمبر، أكد جيمس ويب أول رصد مباشر لثقب أسود فائق الكتلة يندفع عبر الفضاء بسرعة تقارب 3.5 ملايين كيلومتر في الساعة. هذا العملاق الكوني، الذي تعادل كتلته 10 ملايين شمس، يخلّف وراءه ذيلًا بطول 200 ألف سنة ضوئية، يُنشئ خلاله نجوما جديدة، في مشهد غير مسبوق لثقب أسود «مطرود» من موطنه المجري.

ثالثا: أعاصير فضائية قرب قلب مجرتنا
ورغم هدوء الثقب الأسود في مركز مجرة درب التبانة” Sagittarius A*”، كشفت ملاحظات حديثة في مارس 2025 عن “أعاصير فضائية” من الغاز تدور حوله.
الاكتشاف، الذي أُنجز باستخدام مرصد ألما، غيّر النظرة التقليدية للثقوب السوداء الهادئة، وأظهر أن قلب مجرتنا أكثر ديناميكية مما كان يُعتقد.

رابعا: نشاط غير معتاد في مركز درب التبانة
في يناير، رصد العلماء توهجات قوية وغير مسبوقة من الثقب الأسود ” Sagittarius A* ” في نطاق الأشعة تحت الحمراء المتوسطة، ما أتاح لأول مرة دراسة تدفقات الطاقة الخارجة من هذا النوع من الثقوب السوداء بدقة غير مسبوقة.

خامسا: “تجشؤ” كوني بسرعة 134 مليون ميل في الساعة
وفي مجرة ” NGC 3783″، وثق العلماء انبعاثًا هائلا للبلازما من ثقب أسود فائق الكتلة بسرعة تعادل 20% من سرعة الضوء، بعد رصده بتلسكوبات الأشعة السينية التابعة لوكالات الفضاء الأوروبية والأمريكية، ما وفّر رؤى جديدة حول تأثير هذه الانفجارات على تطور المجرات.

سادسا: توهج بطاقة 10 تريليونات شمس
أما أكثر أحداث 2025 عنفا، فكان توهجا كونيا بعيدا أطلق طاقة تعادل إشعاع 10 تريليونات شمس، ناجما عن تمزق نجم اقترب أكثر من اللازم من ثقب أسود يبعد 10 مليارات سنة ضوئية. ويُعد هذا الحدث أقوى توهج لثقب أسود يُرصد حتى الآن.

سابعا: أقدم وأبعد ثقب أسود معروف
وفي أغسطس، أعلن العلماء اكتشاف أقدم وأبعد ثقب أسود فائق الكتلة شوهد حتى الآن، في مجرة CAPERS-LRD-z9، كما بدا قبل 500 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، في إنجاز دفع حدود الرصد الفلكي إلى أقصى ما تسمح به التكنولوجيا الحالية.

ثامنا: هل هو أضخم ثقب أسود في الكون؟
وشهد الشهر نفسه إعلانا عن اكتشاف ثقب أسود قد يكون الأضخم على الإطلاق، بكتلة تعادل 36 مليار شمس، مع استمرار الجدل العلمي حول لقبه في ظل منافسة ثقوب سوداء أخرى فائقة الضخامة.

ومع هذه السلسلة من الاكتشافات، يترسخ عام 2025 كعام استثنائي في تاريخ أبحاث الثقوب السوداء، فاتحا الباب أمام تساؤلات أعمق، وترقب علمي لما قد يحمله عام 2026 من مفاجآت كونية قد تفوق الخيال.
