الشرق الأوسط

الحوثيين يسعون إلى تأسيس جمهورية إسلامية ويهددون بتفكيك الدولة في اليمن


 أعلن زعيم الحوثين عبدالملك بدر الدين الحوثي عن مرحلة “التغيير الجذري” في مناطق سيطرة جماعته، وتؤكد المصادر أن الحوثي يقتفي أثر المرشد الأعلى الإيراني في خطوته لهذا التغيير الذي يتزامن مع احتجاجات كبيرة في صنعاء.

وزعم الحوثي في خطابه عشية ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يتزامن مع ثورة 26 سبتمبر، أن التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة ستؤسس لمرحلة جديدة، في تحسين دورها لخدمة الشعب. وأضاف، أن “التغيير الجذري كان يجب أن يتم بعد ثورة 21 سبتمبر لكننا انشغلنا بالقتال.

وأشارت المصادر أن “مرحلة التغيير الجذري الحوثية” مستمدة من مرحلة “الدفاع المقدس والتغيير الجذري” التي أعلنها المرشد روح الله الخميني بعد الثورة الإيرانية واستمرت لنحو عشر سنوات؛ أعاد فيها تشكيل الدولة والمجتمع في إيران وأنشأ مؤسسات تحمي سلطته الدينية.

وأضافت المصادر استنادا لكواليس اجتماعات الحوثيين أن التغيير الجذري يستهدف أيضا إزاحة شركائهم في حزب المؤتمر، بشكل تام من التشكيلة الحكومية المرتقبة، إضافة إلى توجه نحو إلغاء النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة 26 سبتمبر إلى جانب وتسريح الآلاف من الموظفين والجنود والضباط.

وجرى الحديث عن إقدام الحوثيين على محاصرة عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام عشية قرارات الحوثي، ومن بين المنازل المحاصرة منزل زعيم المؤتمر في صنعاء الشيخ صادق أمين أبو راس ورئيس الوزراء في حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور.

وأوضحت المصادر أن نقاشات مكثفة تدور في كواليس “الميليشيات الحوثية” حول “التغيير الجذري” تتضمن تسمية عبدالملك الحوثي مرشدا وقائدا أعلى للثورة الحوثية، وتشكيل كيان مساند له يشبه “مصلحة تشخيص النظام في إيران”، بدلا عن المجلس السياسي الأعلى، الذي يقوده المشاط.

ومن المحتمل أن يتصدر اسم محمد علي الحوثي كأبرز المرشحين لتولي رئاسة “مصلحة تشخيص النظام”، وتشكيل “مجلس أعلى لحماية الثورة“، يشرف على تعيين وانتخاب أعضاء مجلسي الشورى والنواب اللذين يعين عبدالملك الحوثي بترشيح من “مصلحة تشخيص النظام ومجلس حماية الثورة ثلث أعضائهما.

وأضافت المصادر أن التغيير الجذري في مرحلته الأولى، قد يدشن بإعادة الهيكل التنظيمي العام للدولة، الذي يشمل الجهاز الإداري الحكومي؛ كدمج وزارات وإلغاء هيئات ومؤسسات حكومية، وأتمتة الإجراءات والمعاملات في المؤسسات. وإلغاء كافة الأجهزة الرقابية، واستحداث كيان بديل، يخضع بشكل مباشر للقيادة العليا للمليشيات.

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد أعلن الأحد، رفضه أي تغييرات تتناقض مع ثورة 26 سبتمبر.

وقال الحزب في بيان له، بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر “إن أي تحول أو تغيير يجب أن يرتبط وينطلق ويستمد مشروعه وقيمه ومبادئه من الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر وقيمها ومُثُلها الوطنية”.

وأضاف إن تلك قيم وأهداف 26 سبتمبر “كانت وستظل شعاع النور والتنوير الذي يجب أن نهتدي به في كل مراحل التحولات التي تمر بها اليمن واليمنيون”.

وهنأ الحزب الشعب اليمني بذكرى الثورة المجيدة، متجاهلا كليًا في بيانه ذكرى سقوط صنعاء والجمهورية بيد الحوثي في 21 سبتمبر، وقال “إن المؤتمر ولد من رحم ثورة 26 سبتمبر”.

وخلال السنوات الماضية، عمل عبدالملك الحوثي على تشكيل بعض مؤسسات الدولة في صنعاء بشكل جزئي، وبدأ بالمؤسسات التي تعزز السلطة الدينية مثل هيئة الزكاة وقطاع الإرشاد والأوقاف والمعونات الإغاثية، ليعيد من خلالها ذراع الإمامة المالي إلى يده بعيدا عن الوزارات التي تؤطر تلك المؤسسات وترتبط بالتسلسل الهرمي والأفقي ببقية مؤسسات الدولة التنفيذية والرقابية، وباتت تلك المؤسسات المستحدثة مرتبطة بمكتب السيد القائد “الإمام”.

لكن يبدو أن هذا الدور لم يعد كافيا للحوثي الذي يريد أن سلطة أكبر مشابهة للمرشد الأعلى، لكنه بالمقابل يصطدم برفض الشارع اليمني، وقد شهدت صنعاء تظاهرات حاشدة جاب فيها الآلاف من الناس الشوارع حاملين الأعلام الوطنية للتنديد بالقمع والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون. وقام محتجون بإضرام النار في صور عبدالملك الحوثي  للتعبير عن رفضهم لمشروعه الإمامي المستبد.
وتجاوبًا مع الموجة الشعبية الغاضبة من الممارسات الحوثية، انتشرت اللافتات والشعارات المنددة بالحوثيين في شوارع صنعاء، ومطالبين بإعادة الأمان والاستقرار إلى البلاد ومرديين شعارات “يرحل الحوثي”

ويحتفي اليمنيون، منذ أيام. بشكل واسع وطرق متعددة بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر 1962 والتي أطاحت بحكم الأئمة في شمال اليمن.

وتعرضت هذه الاحتجاجات لاعتداءات من قبل عناصر مسلحة تابعة للحوثيين. فشهدت صنعاء اشتباكات بين عناصر الميليشيا والمتظاهرين بالحجارة والرصاص.

ولاقت هذه الاحتجاجات استجابة وتأييدًا وارتياحا واسع من قبل العديد من الشرائح في اليمن انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث تسبب الحوثي بأزمات عدة أدخلت البلد في دوامة من الحروب بدأت بحرب 2015 على عدن، ونهب أموال المركزي اليمني وتدمير العملة والقتل وسفك الدماء والعمليات الإرهابية في المحافظات الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى