استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية مطار أبها الدولي بطائرات مسيّرة.
وما نتج عنه من تعرض طائرة مدنية لحريق تمت السيطرة عليه.يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان.
مليشيا الحوثي شنت اعتداءً إرهابياً على مطار مدني يرتاده الآلاف يومياً، وسعت عن عمد إلى استهداف المدنيين الأبرياء. هذه الجريمة تأتي -كما يعلم العالم كله- في سياق سلسلة متصلة من الجرائم الإرهابية التي يرتكبها الحوثيون ضد أهداف ومناطق ومنشآت مدنية في السعودية.
ورغم تنديد الإدارة الأمريكية، ورفضها الاعتداءات التي تشنّها جماعة الحوثي على السعودية، فإنه من الواضح أن المواقف الأمريكية الأخيرة من الملف اليمني، خاصة مع نية إدارة الرئيس بايدن التراجع عن تصنيف الحوثي على قوائم الإرهاب، فُهمت بشكل مختلف من المليشيات الإيرانية، فتمادت في إرهابها ضد السعودية التي تمكّنت من اعتراض عدد من الصواريخ والمسيّرات طيلة الفترة الماضية وتعاملت بضبط النفس رغم قدرتها على الرد الذي يكفله لها القانون الدولي. وأيضاً أسرعت الجماعة الحوثية للضغط في الميدان في محاولة يائسة لتوسيع رقعة نفوذها على الأرض بالهجوم على مأرب والجوف لتعزيز سلطة الأمر الواقع، وزيادة منسوب ما تملكه للتفاوض عليه مستقبلا.
الحوثيّون باستهدافهم مطار أبها الدولي قدّموا أنفسهم للعالم بأنهم مجرد مليشيا إرهابية وليسوا مكوناً سياسياً يمنياً يمكن التفاوض معه، وكشفوا حقيقة عدم رغبتهم في تحقيق الانخراط في أي عملية تسوية سياسية في اليمن. ولذلك تصنيفهم كجماعة إرهابية هو الطبيعي ومعهم جميع مليشيات إيران، فالأمر لا يحتاج إلى إعادة النظر، جماعة تهدد بتجويع الشعب إن لم تلب مطالبها، تطلق صواريخ على مناطق آهلة بالسكان، انقلبت على شرعية منتخبة، ماذا بقي من مواصفات لتصنيف الإرهاب أكثر من ذلك!
وأمّا مخاوف إدارة بايدن من أن وضع جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب سيؤثر على الوضع الإنساني في اليمن فإنها ليست دقيقة؛ كون الخطر الأساسي على استمرارية تدهور الوضع الإنساني في اليمن تتحمله مليشيا الحوثي وحدها، ولا ننسى أنه تم تصنيف جماعات أخرى كمنظمات إرهابية، مثل حزب الله في لبنان، وحركة حماس الفلسطينية، وجماعة طالبان الأفغانية، ولم تتأثر الأعمال الإنسانية بذلك التصنيف، بل استمرت المنظمات الدولية في أعمالها الإغاثية والإنسانية بوتيرتها الطبيعية.
الأمر المؤكد أنه ما كان للحوثيين، ومن ورائهم قادة النظام الإيراني، أن يتمادوا على هذا النحو في إرهابهم ولا يتورعون عن ارتكاب مثل هذه الجرائم لولا الموقف المتخاذل للمجتمع الدولي، ولو كانت هناك رغبة حقيقية لمواجهة إرهاب إيران في المنطقة لكان النظام الإيراني خارج السلطة منذ زمن، ولكن التواطؤ مع هذا النظام -بعيداً عن التصريحات الرسمية- واضح وضوح الشمس.
يجب التخلي عن الأوهام السياسية الدولية الضارة بخصوص الحل اليمني، وفرض حقائق صلبة على الأرض، وقد أثبتت الأيام أن سياسة الأمر الواقع مؤثرة، ومن حق الدولة المتضررة من الاعتداءات الإرهابية أن تدافع عن سلامة مواطنيها وسيادة أراضيها، وأن ترد على المعتدي. ولن يردع الحوثي سوى ضربه في مواجعه ليدرك أن لكل اعتداء ثمناً باهظاً يدفعه.
نقلا عن العين الإخبارية