الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الأموات
تتوسع مميزات الذكاء الاصطناعي بصورة متسارعة ومرعبة في آن واحد لدى الكثيرين. إذ اقتحمت هذه التكنولوجيا الحديثة عالم الأموات، وبات بالإمكان التواصل مع من فارقوا الحياة بشكل افتراضي.
وطورت شركات تكنولوجية مميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتيح إمكانية البقاء على تواصل مع أشخاص فارقوا الحياة، لكن هذه التقنية الجديدة لا تزال غامضة وتثير تساؤلات كبيرة.
وجرى نشر مقطع فيديو للميزة الجديدة، حيث تظهر زوجة تجلس أمام شاشة عملاقة وميكروفون يظهر من خلالها زوجها المتوفى قبل بضعة أشهر. حيث يبدأ بمخاطبتها والحديث معها لتنهمر بالبكاء.
ويؤكد القائمون على شركة “ديب براين إيه آي” والتي تقوم على تطوير هذه الميزة. بأن هذه التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لا تولد عبارات لم يكن المتوفى لينطق بها أو يكتبها خلال حياته.
وتقول شركة “ستوري فايل” التي دأبت على تطوير هذه التقنية الجديدة. إن “نهجنا يقوم على الاحتفاظ بالسحر الخاص بهذا الشخص لأطول فترة ممكنة” خلال حياته، “ثم استخدام الذكاء الاصطناعي”.
وقبل أشهر قليلة أثار رائد الأعمال براتيك ديساي جدلا واسعا عقب دعوته إلى البدء بالتقاط تسجيلات بالصورة والفيديو للوالدين والأقارب وكبار السن. وذلك للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصية افتراضية بتقنية التجسيد الرمزي (أفاتار) لشخص متوفى.
هذا الجدل الواسع، دفع رائد الأعمال التأكيد على أنه ليس “نابش قبور”. مشيرا إلى أن “هذه مسألة شخصية للغاية وأنا أعتذر بصدق لأني أذيت أشخاصا”.
كما تقوم شركة “سومنيوم سبايس”، ومقرها لندن، بمجاراة شركات أخرى، حيث تعتمد على الميتافيرس لتصنع نسخا افتراضية عن المستخدمين خلال حياتهم، حيث سيكون لهم وجود خاص، من دون تدخل بشري، في هذا العالم الموازي بعد وفاتهم.
ويؤكد أرتور سيشوف المدير العام للشركة عبر مقطع فيديو نشر على يوتيوب بأن هذه الخدمة “ليست موجهة للجميع بالطبع”. فيما جاء هذا التأكيد بينما كان “سيشوف” يقدم شرحا حول منتج الشركة المسمى “ليف فوريفر” (العيش أبدا)، الذي أعلنت عن التوجه لإطلاقه نهاية العام.
واعتبر المدير العام للشركة أن إمكانية التقاء الشخص بقريبه المتوفى بوساطة الذكاء الاصطناعي ستكون متاحة لمن يريد ذلك.
لكن حالة الجدل التي تثار، تتمحور حول القبول بوجود افتراضي لشخص محبوب متوف يمكنه. عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، قول أشياء لم يقلها قبل وفاته.
ويرى قائمون على هذه الشركات بأن التحديات فلسفية وليست فنية. حيث إن المجتمعات غير جاهزة بعد، فالتقنية جاهزة وموجهة لفئة محددة وليست قطاعا متوقعا له النمو.