اخترنا لكم

الذين يعينون أردوغان على تجنيد المرتزقة

عبدالجليل السعيد


ربما تكون كلمة مرتزقة في إطارها اللغوي غير معبرة أحياناً عن فداحة وخطورة عمل تلك المجموعات التي يزج بها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حروبه العبثية غرب ليبيا أو القوقاز ، كما هو حاصل الآن بين أذربيجان وأرمينيا ، ولعل مصطلح ” القتلة المأجورين ” يعبر بشكل أدق عن الإرهاب الذي يمارسه هذا العثماني الجديد والمغامر من خلال هؤلاء المجرمين .

وشخصياً بالنسبة لي ككاتب صحفي سوري ، لن أتوقف عن فضح عمليات تجنيد هؤلاء القتلة المأجورين مهما وصلتني التهديدات من النظام الأردوغاني أو عملائه السوريين ، لأنني أجدها فرصة مهنية وإعلامية سانحة ، لتوضيح الجريمة التي يقوم بها أردوغان حيال السوريين المنكوبين والهاربين إلى بلده أو إلى مناطق شمال سوريا ، تحتلها عصاباته وميليشياته. 

و بالقدر الذي لا أريد فيه تصوير أولئك المرتزقة بأنهم ضحايا ممارسات تركية محرمة دولياً يقوم بها أردوغان ، إلا أنني أضع بين يدي الرأي العام العربي والعالم تفاصيل جديدة لم تذكر من قبل ، ولم يسلط الضوء عليها لأن تركيا تفرض قيوداً مشددة على المعلومات الخاصة بهذا السفربرلك الأردوغاني المعاصر. 

ومن المؤكد أن تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تركيا من إرسال مقاتلين سوريين إلى منطقة النزاع بقره باغ المتنازع عليها بين باكو و يريفان ، وصفَ بأنه أول موقف رسمي معلن من واشنطن حيال هذه المسألة الخطيرة ، كون رفع العصا الأمريكية الغليظة يشكل الأساس للغة الوحيدة التي يفهما أردوغان على مدى سنوات حكمه الماضية أو المتبقية  

وسيؤدي الدور الأردوغاني بإشعال نيران عدم الاستقرار في مناطق مختلفة بالإقليم إلى سوق المزيد من المرتزقة نحو ساحات قتال عسكري جديدة لربما ، فتركيا في عهد أردوغان وعهدته تهرب من أزماتها السياسية والاقتصادية باتجاه المجهول الذي يخلق توترات غير مسبوقة في بلدان مختلفة.  

والذين يؤمنون لأردوغان التواصل مع مئات المرتزقة السوريين باتوا معروفين بالنسبة لنا، فهم من ضمن ملاك جماعة الإخوان المسلمين السورية ، وإن اختلفت مسمياتهم كـ ” الائتلاف الوطني ” أو ” الحكومة المؤقتة ” ، فرئيس الائتلاف الوطني الإخواني نصر الحريري متورط شخصياً بإرسال العديد من المرتزقة ، ومتورط كذلك بإقناع الكثيرين بالالتحاق بمعسكرات داخل تركيا لتدريبهم على عجل قبيل نقلهم جواً. 

وما يسمى بحكومة الإخوان المؤقتة ومقرها غازي عنتاب جنوب تركيا ، تعمل من خلال وزارة الدفاع فيها على تسهيل عمليات الارتزاق العسكري ، ويسهم قادة ميلشيا الجيش الوطني السوري في الشمال بدور رئيسي يتوزع بين الترهيب حيناً والترغيب في حين آخر لمن يفكر ببيع نفسه لنظام أردوغان كي يتم نقله لحمل السلاح وقتل المدنيين . 

والأمر الذي نسرد بعضاً من تفاصيله يستدعي تحركاً عاجلاً من قبل المنظمة الدولية الأمم المتحدة لردع أردوغان عن ممارسة هذا العمل بحق السوريين الفقراء ، ويتوجب كذلك على جامعة الدول العربية أن تدلي بدلوها في هذا الملف ، فالسوريون شعب عربي في الغالب ، أجبرت بعضهم ظروف الحرب في بلدهم أن ينزحوا لمناطق تركية أو تسيطر عليها دون وجه حق تركيا ، وبالتالي ليس من المقبول تركهم لقمة سائغة في فم سلطان الإخوان وخليفة بني عثمان الجديد. 

وفي الشق المتعلق بالمشاركين من السوريين في تسيير قوافل المرتزقة ، يستلزم الأمر عقوبات أمريكية وأوروبية وحتى عربية بحقهم ، فهم يمتلكون أموالاً في بعض البنوك العربية أو الغربية ، ويصلون لمطارات تلك البلدان زائرين أو مقيمين ، فلماذا لاتصدر لوائح عقوبات تجازيهم على إعانة أردوغان وإنجاح مهتمة المتمثلة بصناعة جيوش من المرتزقة السوريين ؟ 

نقلا عن العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى