الرئيس التركي يطرح منهجا دراسيا يمهّد لأسلمة التعليم
قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة منهجا مدرسيا جديدا قائلا إنه “يعزز تماسك الأسرة والأخلاق”. رغم احتجاجات نقابات معلمين اتهمته بـ”أسلمة التعليم”.
وقال أردوغان الذي ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. الذي يحكم تركيا منذ أكثر من عقدين إن “الهدف النهائي لهذه الجهود هو تربية أطفالنا ليكونوا أشخاصا أخلاقيين. وشجعانا، وقويي الإرادة ومنتجين وعطوفين ووطنيين ونقديين وأكفاء وفاضلين ومستقيمين روحيا، قلبا وجسدا”.
وهي ليست المرة الأولى التي يثير فيها الرئيس التركي مخاوف العلمانيين في البلاد مما يسمونه بـ”أسلمة المدارس” من خلا زيادة دروس الدين الإسلامي وفتح قاعات للصلاة في المدارس.
وإذ ندد بـ”الآفة العالمية المتمثلة في محو الجنس”، اقترح الرئيس التركي إضافة دروس عن الأدب والآداب والأخلاق الحميدة والأسرة في البنية الاجتماعية التركية. مبررا ذلك بأنه “بناء على طلب العائلات”.
ووصف أردوغان في عدة مناسبات الجمعيات والتجمعات للدفاع عن حقوق المثليين بأنها “منحرفة”. كما سيتم تقديم دورات اختيارية “في القرآن الكريم والسيرة النبوية”. بالإضافة إلى دروس أخرى حول الإسلام.
وقال “لن نسمح لأحد أن يحول بين أطفال هذا البلد وبين القيم الدينية. الفترة التي واجه فيها الأطفال التمييز لمجرد أنهم يصلون ويرتدون الحجاب قد ولت”. في إشارة إلى إلغائه الحظر على الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة في العقد الأول من هذا القرن.
بدورها دعت نقابات المعلمين المقربة من المعارضة، مثل “إيجيتيم – سين”. إلى التظاهر الثلاثاء ضد هذا البرنامج الجديد الذي تعتبره “مخالفا للعلمانية والعلم والتعليم الديموقراطي”.
وقالت سيمجي يرديم، عضو مجلس “إيجيتيم – سين” “نرفض هذا البرنامج الرجعي. وندعو الجميع إلى النضال معا من أجل حقوق الأطفال ومستقبلهم”.
وانتقدت نقابات الحكومة لتقليصها مضمون دورات الرياضيات والعلوم من خلال تقديم مزيد من الدورات حول الدين الإسلامي.
كما استنكرت أنه في العديد من المؤسسات. تصبح الدورات الدينية الاختيارية إلزامية بحكم الأمر الواقع، بسبب عدم وجود دورات أخرى متاحة.
ورد الرئيس التركي قائلا “أولئك الذين يعارضون نهجنا التعليمي لأسباب أيديولوجية بحتة وليس لأسباب تربوية، عليهم أن يسائلوا أنفسهم”. مضيفا “لا نسمح لأحد بأن يحول بين أبناء هذا الوطن وقيمه الدينية”.
وقال وزير التربية الوطنية يوسف تكين إن الحكومة وضعت المنهج الدراسي الجديد بمشاركة ديمقراطية كافية.
وقال مركز حقوق الأطفال التابع لنقابة المحامين في إسطنبول .إنه بينما يتناول المنهج في كثير من مواضيعه العناصر الدينية والوطنية، “لا يتم إعطاء أي مساحة للقيم الوطنية مثل أتاتورك والعلمانية والجمهورية”. في إشارة إلى مؤسس تركيا العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وقال كاظم أوزباي، رئيس “إيتيم إيش”، وهي نقابة للعاملين في التربية والعلوم. إن المنهج الجديد جرى إعداده بهدف تربية “أجيال تشبه الروبوتات بلا روح، لا تفكر. ولا تتساءل، ولا تنتقد، ولا تعترض، ولا تفسر”.
وأضاف “من الواضح أنهم يريدون وضع منهج ديني ووطني”. مشيرا إلى أن نقابته تستعد لرفع قضية ضد المنهج.
وكانت أحزاب المعارضة العلمانية والنقابات والعديد من أولياء التلاميد قد حذروا في وقت سابق من تغلغل نهج إسلامي في المدارس. متهمين حزب العدالة والتنمية بالعودة بالبلاد سنوات إلى الوراء.
ويثير النظام المدرسي العادي في تركيا انتقادات العلمانيين. إذ يتلقى الطلاب دروسا إلزامية في الدين والأخلاق أسبوعيا. فيما فرضت السلطات التركية على جميع المدارس توفير غرف مخصصة للصلاة.
وضاعف مشروع ‘جيديس’ الذي أطلقته وزارة التعليم التعليم التركية مؤخرا بهدف “تشجيع الأطفال على تبني قيم وطنية وأخلاقية وإنسانية وروحية وثقافية”. مخاوف العلمانيين الذين اعتبروا أنه يمهّد لأسلمة مدارس البلاد.