صحة

السكر مقابل الزيت: أيهما يشكل تهديدًا أكبر لصحتك؟


يُعد كل من السكر والزيت من المكونات الأساسية في النظام الغذائي، لكن الإفراط في استهلاكهما قد يؤدي إلى مشكلات صحية. ويوضح الدكتور شيف كومار سارين، أخصائي أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أن كلاً منهما يؤثر على الصحة بطرق مختلفة.  

يرتبط استهلاك السكر الزائد بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، مما يزيد من خطر مقاومة الأنسولين والإصابة بالسكري. كما يساهم في تراكم الدهون على الكبد، مما قد يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي. بالإضافة إلى ذلك، يعد السكر من العوامل المسببة للسمنة، وأمراض القلب، بسبب سعراته الحرارية الفارغة.  

تؤثر الزيوت، خاصة المكررة والمتحولة، على صحة القلب من خلال زيادة مستويات الكوليسترول الضار، بينما توفر بعض الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، فوائد غذائية عند استهلاكها باعتدال.  

يحتوي الغرام الواحد من السكر على 4 سعرات حرارية، بينما يحتوي الغرام الواحد من الزيت على 9 سعرات. ومع ذلك، يعتمد تأثيرهما على نوع الدهون المستهلكة وكميتها، حيث يتحول السكر الزائد إلى دهون في الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.  

توصي منظمة الصحة العالمية بتقليل استهلاك السكر المضاف إلى أقل من 10٪ من السعرات الحرارية اليومية، والحد من الدهون غير الصحية، مع التركيز على تناول الدهون المفيدة لصحة القلب.  

ويؤكد الخبراء أن الاعتدال في استهلاك السكر والزيوت ضروري للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة، مما يجعل اتباع نظام غذائي متوازن الخيار الأمثل.

1. تأثير السكر على الصحة

السكر هو أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بالعديد من المشكلات الصحية المزمنة في العصر الحديث. يستهلك الناس كميات هائلة من السكر، سواء في المشروبات الغازية، الحلويات، أو الأطعمة المصنعة. ومع أن السكر يقدم طاقة سريعة للجسم، إلا أن استهلاكه المفرط يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية الخطيرة.

أ) السمنة والسكري:

  • يعتبر السكر أحد المساهمين الرئيسيين في زيادة الوزن والسمنة، حيث أن تناول كميات كبيرة من السكر يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مما يعزز تخزين الدهون في الجسم. هذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 2.

  • من المعروف أن تناول كميات مفرطة من السكر يمكن أن يزيد من مقاومة الأنسولين، مما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

ب) مشاكل القلب والأوعية الدموية:

  • تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المفرط للسكر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. السكر يزيد من مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يؤدي إلى انسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

ج) التأثيرات على الدماغ والصحة النفسية:

  • الإفراط في تناول السكر يمكن أن يسبب تقلبات مزاجية، ويؤثر على صحة الدماغ. بعض الدراسات تشير إلى أن السكر يمكن أن يعزز القلق والاكتئاب بسبب تأثيره على توازن المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين.

2. تأثير الزيت على الصحة

على الرغم من أن الزيوت جزء أساسي من النظام الغذائي، فإن نوع الزيت المستخدم والكمية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد تأثيره على الصحة. هناك العديد من الأنواع المختلفة من الزيوت، مثل الزيوت المشبعة والزيوت غير المشبعة، ولكل نوع تأثير مختلف على الصحة.

أ) الزيوت المشبعة:

  • الزيوت المشبعة، مثل تلك الموجودة في الزبدة، والدهون الحيوانية، والزيوت النباتية المهدرجة جزئيًا، ترفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. تناول كميات كبيرة من الزيوت المشبعة يرتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

ب) الزيوت غير المشبعة:

  • الزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا يمكن أن تكون مفيدة للصحة عند استخدامها بشكل معتدل، حيث أنها تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL). ولكن، حتى هذه الزيوت يجب استهلاكها بحذر، حيث أن الإفراط في تناول الدهون، حتى غير المشبعة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى.

ج) التأثيرات على الأيض والالتهابات:

  • الإفراط في تناول الزيوت، خاصة تلك الغنية بالدهون المشبعة، يمكن أن يؤدي إلى اختلالات في الأيض وارتفاع مستويات الالتهابات في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

3. مقارنة بين السكر والزيت: أيهما أكثر ضررًا؟

من الصعب الجزم أيهما يشكل تهديدًا أكبر لصحتك بين السكر والزيت، حيث أن كلاً من العنصرين يحمل مخاطر صحية خاصة بهما. مع ذلك، يمكن القول إن السكر يشكل تهديدًا أكبر للصحة على المدى الطويل بسبب تأثيره العميق على الوزن، السكري، القلب، والصحة النفسية. في حين أن الزيوت، خاصة الزيوت المشبعة، تساهم في أمراض القلب والسمنة، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن السكر قد يكون أكثر ارتباطًا بمشاكل الأيض وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.

4. التوازن هو الحل الأمثل

من الأفضل دائمًا أن نتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يأخذ في اعتباره جميع العناصر الغذائية بشكل معتدل. بدلاً من تقليل السكر أو الدهون تمامًا، يمكن التحكم في كميات استهلاكها وتحقيق التوازن بينهما:

  • الحد من السكر المضاف في الأطعمة والمشروبات المصنعة.

  • اختيار الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، واستخدامها باعتدال.

  • التركيز على الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه، الخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون.

في النهاية، كلا من السكر والزيت يمكن أن يشكل تهديدًا للصحة إذا تم استهلاكهما بشكل مفرط. ولكن السكر، خاصة في شكله المضاف إلى الأطعمة والمشروبات المصنعة، قد يكون الأكثر تأثيرًا سلبًا على صحتنا على المدى الطويل. تكمن الوقاية في الاعتدال، واختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة والابتعاد عن الأغذية المعالجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى