سياسة

السودان.. لا اتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع


التزم وفدا قوات الدعم السريع والجيش السوداني المشاركان في مفاوضات جدة بإنشاء آلية تواصل وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. بينما لم يتفق طرفا النزاع على وقف إطلاق النار. ما ينذر باستمرار الحرب التي دخلت شهرها السابع .ولم تفض جهود دولية عديدة إلى طيّ صفحة الصراع الدامي. فيما استبق الجيش المباحثات الجديدة بتأكيده أن استئناف التفاوض لا يعني انتهاء المعارك. في حين أبدت الدعم السريع مرارا استعدادها للتوصل إلى حل للأزمة. 

وأوضحت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم الثلاثاء أن “المملكة والولايات المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بصفتها ممثلاً مشتركاً للاتحاد الإفريقي .وكونهم الميسرين لمحادثات جدة 2 أعلنوا عن التزام القوات المسلحة السودانية .وقوات الدعم السريع باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة”.
وتلتزم القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالانخراط في آلية إنسانية وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني .والمساعدات كما يشمل الالتزام احتجاز الهاربين من السجون .وتخفيف حدة اللغة الإعلامية.
وأعربت السعودية .والولايات المتحدة و”إيغاد” عن “الأسف لعدم تمكن الطرفين من الاتفاق على اتفاقات لتنفيذ وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الأولى”. دون تحديد موعد الجولة الثانية.

ودعت الأطراف الميسرة للحوار “القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لتقديم مصلحة الشعب السوداني أولاً وإلقاء السلاح .والانخراط في المفاوضات لإنهاء هذا الصراع”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. وفق الأمم المتحدة.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت السعودية استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في مدينة جدة لبحث الوصول لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش .والدعم السريع في جدة أسفرت في مايو/أيار الماضي عن أول اتفاق بينهما حمل اسم إعلان جدة وشمل التزامات إنسانية .وشروطا حاكمة تطبق فورًا قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/حزيران الفائت .بسبب الانتهاكات الجسيمة والمتكررة لوقف إطلاق النار.

وميدانيا أعلنت قوات الدعم السريع في منشور على صفحتها بموقع “اكس” تويتر سابقا أن “الجيش السوداني قصف اليوم الثلاثاء مصفاة الجيلي للنفط. ما أدى إلى تدمير المستودعات الرئيسية في خطوة يائسة لتدمير .ما تبقى من مقدرات الشعب السوداني والبنى التحتية في البلاد”.

وقالت إن “قصف ميليشيا البرهان لمصفاة الجيلي جريمة حرب مكتملة الأركان .تضاف إلى السجل الإجرامي للفلول .وكتائب الظل التي مارست أبشع الجرائم .وأسوأ الانتهاكات بحق شعبنا ومقدراته طوال ثلاثين عاماً من القهر والظلم والفساد”.

واعتبرت أن “الحرب التي أشعلها الفلول هدفها الأساسي تدمير الشعب السوداني .الذي أسقط نظامهم الفاسد بثورة ديسمبر المجيدة. انتقاماً لرفضه الظلم والطغيان وكسر شوكة الإرهابيين .والمتطرفين الذين دمروا بلادنا ونهبوا ثرواتها. وقتلوا شعبها بالحروب والأمراض والأجهزة القمعية”.

وتابعت أن “أشاوس قوات الدعم السريع الذين يلقنون بقايا ميليشيا البرهان .دروسا متتالية في ميادين القتال عازمون على طي صفحة الكيزان .والفلول من أرض السودان إلى الأبد لأن الراسخ هو لا صلاح لبلادنا في وجود هذه العصابة المجرمة”.

وحذّرت ممثّلة للأمم المتّحدة الاثنين من أنّ المعارك الدائرة بين طرفي النزاع في السودان تقترب من الحدود مع جنوب السودان .ومن منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين.

ويأتي قبول الجيش السوداني لدعوة استكمال مفاوضات جدة بعد تتالي خسائره الميدانية وتلقيه ضربات موجعة في العاصمة. حيث فقد السيطرة على أغلب مقراته الإستراتيجية. بالإضافة إلى انحسار نفوذه في العديد من المناطق الأخرى وآخرها مدينة الجنينة.

وتزايدت خلال الآونة الأخيرة الانشقاقات في صفوف قوات البرهان. فيما أعلنت الدعم السريع عن انضمام المئات من الضباط وجنود الجيش السوداني إلى قواتها.

وكان محمد ‏حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع قد أكد في عديد المناسبات استعداد قواته لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع. مشددا على أنه انخرط بصدق في المفاوضات وطرح خارطة طريق لإنهاء الحرب. لكن تعنت قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بدد أي آمال للتهدئة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى