حصري

السيادة الوطنية فوق الشعارات: من هو العدو الحقيقي؟


في ظل تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، وخصوصًا في المغرب العربي، يواجه هذا الفضاء الحيوي تحديات غير مسبوقة على صعيد الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي. إن تحركات طهران التي تستهدف دعم مجموعات انفصالية، ونشر الولاءات الطائفية. وتعزيز شبكات نفوذ سرية، تمثل تهديدًا مباشراً للأمن القومي العربي، وتستدعي من الدول المعنية استراتيجية متكاملة للحماية والتصدي.

■ واقع الاختراق الإيراني في المغرب العربي

تعمل إيران منذ سنوات على اختراق الدول المغاربية عبر أدوات متعددة، من بينها:

  • دعم وتسليح جبهة البوليساريو الانفصالية التي تسعى لزعزعة استقرار المغرب.

  • التوسع في تمويل جمعيات دينية تُروج للتشيع. ومحاولة إحداث انقسامات داخل المجتمعات السنية.

  • تنسيق أمني وسياسي مع بعض الدول أو الجهات لتحقيق أهداف توسعية تهدف إلى إضعاف المغرب العربي.

وقد أثبتت أحداث عديدة، من بينها قرار المغرب قطع العلاقات مع إيران في 2018. أن هذه الاختراقات ليست مجرد تكهنات بل واقع ميداني ملموس.

■ سبل المواجهة الوطنية والإقليمية

1. تعزيز الوعي الوطني والإعلامي

  • إطلاق حملات إعلامية توعوية لتفكيك الخطاب الإيراني الزائف، وكشف أبعاد تدخلاتها.

  • نشر وثائق رسمية ودراسات مستقلة تثبت الدعم الإيراني للبوليساريو ومحاولات التشييع.

  • توعية المجتمع بأخطار الطائفية ودور إيران في تأجيج الانقسامات.

2. تقوية أجهزة الأمن والمخابرات

  • تطوير قدرات المخابرات على رصد ومواجهة شبكات النفوذ الإيرانية.

  • التنسيق الأمني الإقليمي بين المغرب ودول المغرب العربي الأخرى لتبادل المعلومات حول أنشطة إيران.

  • تكثيف مراقبة السفارات والمنظمات التي تستخدم غطاءً دبلوماسيًا أو ثقافيًا لنشاطات مشبوهة.

تعزيز الوحدة الوطنية

  • تقوية اللحمة الوطنية عبر دعم المؤسسات الوطنية. وتعزيز المرجعيات الدينية المعتدلة التي تحصن المجتمع ضد الفكر الطائفي.

  • اعتماد سياسات تنموية شاملة في المناطق الحساسة لتقليل فرص استغلال الضعف الاجتماعي.

العمل الدبلوماسي الإقليمي والدولي

  • بناء تحالفات إقليمية ودولية ضد التدخل الإيراني، خاصة مع دول تشترك في المخاوف نفسها.

  • استغلال المنابر الدولية لفضح السياسات الإيرانية العدائية.

تنمية البنية التحتية الثقافية والتعليمية

  • تطوير مناهج تعليمية تعزز الهوية الوطنية والقيم الجامعة.

  • دعم الفعاليات الثقافية التي تدعو للتعايش والتسامح بعيدًا عن خطاب التفرقة الطائفية.

إن مواجهة الاختراق الإيراني تتطلب رؤية وطنية واضحة، وتنسيقًا إقليميًا فاعلًا، وتعبئة مجتمعية شاملة. فالأمن الوطني لا يُحفظ إلا بوعي راسخ وحماية دائمة للنسيج المجتمعي والمؤسسات السيادية.

المغرب العربي يحتاج إلى موقف موحد يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار. ويجعل من السيادة الوطنية حصنًا منيعا أمام كل محاولات التفتيت والتدخل الخارجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى