القضاء التركي: السجن المؤبد مدى الحياة على 92 شخص
أصدر القضاء التركي أحكاما بالسجن المؤبد مدى الحياة على 92 شخصًا في قضية المتهمين بمحاولة الانقلاب بقيادة القوات البرية، خلال مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد عام 2016.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “غزته دوفار” التركية المعارضة، وتابعته “العين الإخبارية”.
ووفق الصحيفة أصدرت الحكمة الدائرة الـ19 من محكمة الجنايات بالعاصمة أنقرة، وهي التي كانت تنظر تلك القضية التي كان يحاكم فيها 132 شخصًا متهمين بالانتماء لجماعة رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة.
المحكمة المذكورة أصدرت حكمًا بالسجن المؤبد المشدد على 12 متهمًا، وبالسجن المؤبد على 80 آ|خرين.
ومن بين من حُكم عليهم بالمؤبد المشدد العميد السابق أديم بودور أوغلو، رئيس العمليات وإدارة القيادة والمراقبة بقيادة القوات البرية في ذلك الوقت.
وكذلك العقيد السابق موتلو سيركان فورديم، مدير فرع التخطيط في رئاسة شؤون موظفي بقيادة القوات البرية في تلك الفترة.
كما صدرت أحكام تتراوح بين 12 عامًا و6 أشهر إلى 19 عامًا بحق 22 آخرين اتهموا بالمساعدة في تلك الأحداث، وأثنان آخران اتهمو بـ”الانتماء لتنظيم إرهابي”، صدر بحقهما حكمان بالسجن 6 أعوام و3 أشهر لكل منهما، فضلا عن 7 أعوام و6 أشهر بحق ثالث للتهمة نفسها.
والعميد السابق أرهان جاها، الذي حُكم عليه من قبل بالسجن المشدد 141 مرة في إطار قضية هيئة الأركان العامة، صدر اليوم بحقه حكم بالسجن 34 عامًا بتهمة “محاولة قتل شخصين”، و69 عامًا بتهمة “حرمان شخص من حريته”، كما صدرت أحكام مماثلة بحق متهمين اثنين آخرين.
هذا وتمت تبرئة 9 متهمين من الاتهامات الموجهة إليهم، و3 آخرين نقلت ملفاتهم إلى دائرة أخرى للتحقيق معهم.
وبذلك تكون قد أصدرت المحكمة أحكامها بحق 132 متهمًا الذين بدأت محاكمتهم في تلك القضية مع انطلاق أول جلسة يوم 6 يوليو/تموز 2017.
وحكم السجن المؤبد المشدد بدأ تطبيقه في تركيا ليحل محل عقوبة الإعدام التي ألغيت في العام 2002، ويظل المحكوم مسجونًا مدى الحياة، إلا أذا كانت سيرته الذاتية حسنة داخل الحبس فيتم الإفراج عنه بعد قضاء 30 عامًا، وترتفع هذه المدة إلى 60 عامًا إذا كان المؤبد مشددًا لمرتين.
ويزعم أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، أن فتح الله غولن متهم بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت “انقلاباً مدبراً” لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل 248 شخصاً، إضافة إلى 24 من منفّذي العملية.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن، فضلا عن فصل كثير عن أعمالهم في الجيش والجامعات، وغيرها من الوظائف الحكومية، بموجب مراسيم رئاسة كانت تصدر عن أردوغان مباشرة خلال فترة الطوارئ التي استمرت عامين.
ولم يتم حتى اليوم نشر تقرير تقصي الحقائق حول المحاولة الانقلابية الذي انتهى منه البرلمان في عام 2017.
وبحسب آخر الإحصائيات، وعلى خلفية تلك الحملات، بلغ عدد الذين تعرضوا للاستجواب خلال العامين الماضيين ما يقرب من 400.000 فرد، اعتقل منهم 80.147 فردًا، وتم احتجاز 141.558.
أما الذين فصلوا من وظائفهم فقد بلغوا 170.372، منهم 17.844 ضابط جيش تم عزلهم من المؤسسة العسكرية، و16.409 من الطلاب العسكريين فصلوا من أكاديمياتهم العسكرية.