سياسة

بريطانيا تُخرس «المتطرف رقم واحد»


بحكم بالسجن مدى الحياة، تغلق بريطانيا قضية الإرهابي أنجم شودري الذي وصفته بأنه «المتطرف رقم واحد».

وأصدرت محكمة بريطانية حكما بالسجن مدى الحياة بحق تشودري الذي كان يدير جماعة “المهاجرون” المسؤولة عن عدد من الهجمات الإرهابية.

وقضت المحكمة بسجن شودري (57 عاما) مدى الحياة بحد أدنى 28 عاما بعد إدانته بتهمة إدارة منظمة إرهابية على مدار 10 سنوات وتشجيع الدعم لمنظمة محظورة وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وأثناء النطق بالحكم في محكمة وولويتش كراون اليوم الثلاثاء، قال القاضي مارك وول إن تشودري سيقضي أكثر من 26 عامًا في السجن بسبب الوقت الذي قضاه بالفعل في الحجز، وهو ما يعني أنه لن يتم إطلاق سراحه قبل أن يكون في الـ85 من عمره.

وأكد القاضي أن تشودري كان “في المقدمة في إدارة منظمة إرهابية”، وأوضح أنه “شجع الشباب على النشاط المتطرف”، وأنه تورط في “جرائم تسببت في خسارة كبيرة في الأرواح”.

ووجه خطابه لتشودري قائلا إن “المنظمات مثل منظمتك تعمل على تطبيع العنف ووجودها يمنح أعضاءها الشجاعة لارتكاب أفعال قد لا يفعلونها لولا انضمامهم للجماعة”.

ووصف القاضي آراء تشودري بأنها “متجذرة وبغيضة لكثير من الناس ذوي التفكير الصحيح”.

سيرة متطرف

ساعد تشودري المنحدر من إلفورد، شرق لندن، في تأسيس جماعة “المهاجرون” عام 1996، وقضى ما يقرب من 30 عامًا في إدارة عملياتها حيث عاش على الإعانات بينما كان يبشر بما سماه بـ”الجهاد العنيف”.

ويصف المسلمين الآخرين بـ”المرتدين” ويدافع عن إنشاء “دولة إسلامية” في بريطانيا. واعدا أتباعه بـ”الطعام والملابس والمأوى مجانًا” كما منحهم النقود.

وارتبط أعضاء “المهاجرون” بما لا يقل عن 16 مؤامرة إرهابية مختلفة وسافر أعضاء كبار في الجماعة إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي مثل سيدهارتا دار ورضا حق اللذين التحقا بفرقة إعدام التنظيم.

وكان تشودري نفسه شريكًا لمايكل أديبولاجو، منفذ هجوم جسر لندن الإرهابي وعثمان خان منفذ هجوم فيشمونجرز هول، كما احتفل بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 باعتبارها “يومًا شامخًا في التاريخ” .

تولى تشودري زعامة المنظمة بعد سجن زعيمها عمر بكري محمد بلبنان في مايو/أيار 2014، وبعدها بأربعة أشهر أُلقي القبض عليه لتشجيعه على دعم داعش.

وظل في السجن حتى أُطلق سراحه عام 2018 لكنه مُنع من الوصول إلى الإنترنت حتى يوليو/تموز عام 2021 وبعدها عاد لإلقاء الخطب ومناقشة مجموعته.

وفي عام واحد، ألقى تشودري أكثر من 40 محاضرة لجمهور يصل إلى مئات الأشخاص في جميع أنحاء العالم كما تواصل مباشرة مع الشباب في سن 14 عامًا عبر تطبيقي “واتساب” و”تليغرام”.

وفي ذلك الوقت، كانت الشرطة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا تجري تحقيقات منفصلة وسط المخاوف من سعي شودري لتجنيد جيل جديد من الأتباع الأصغر سنًا.

شرطة نيويورك على الخط

نجحت شرطة نيويورك في زرع ضابطين سريين داخل فرع الجماعة في الولاية الأمريكية والتي تحمل اسم “جمعية المفكرين الإسلاميين”.

وفي أول خطاب سجله الضابطان في 12 يونيو/حزيران 2022، تفاخر تشودري بأن “الكثير من الناس أصبحوا شهداء الحمد لله”، وقال إنه جرى تصنيفه على أنه “المتطرف رقم واحد في بريطانيا”، معتبرا أن ذلك “وسام شرف” و”ميدالية على صدري”.

وفي تسجيل آخر خلال الشهر نفسه، قال تشودري لأتباعه “كما تعلمون، فإننا دائمًا ننجح في الإفلات من الملاحقة القضائية.. كما تعلمون، لم تتم محاكمة أي شخص في هذا البلد لكونه عضوًا في (المهاجرون)”.

وفي فبراير/شباط 2023، شجع أتباعه على “محاربة الغرب”، وفي خطاب بعد أسبوع زعم أن “الإرهاب جزء من الدين وأن الترويع جزء من الدين”.

وفي مارس/آذار من العام نفسه، وخلال مناقشة مع أعضاء جمعية المفكرين الإسلاميين، نصحهم تشودري بإنشاء سلسلة من “المنصات” المختلفة، قائلا “إذا نظرت في قانون الإرهاب فقد أدرجوا حوالي 15 من منصاتنا وهناك 45 أخرى نستخدمها”.

النهاية

من جانبها، تنصتت الاستخبارات البريطانية ( MI5 )، على منزل تشودري في إلفورد، شرق لندن، حيث قال في محادثة مع زوجته “روبينا أختر” في مارس/آذار من العام الماضي، “لقد أصبحت (المهاجرون) جزءاً من التاريخ.. كان التأثير هائلاً وعالمياً”.

وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، التقطت أجهزة التنصت السرية تشودري وهو يطلع بكري، الذي خرج مؤخراً من السجن، على أعضاء المجموعة ويطلب منه النصيحة “فيما يتعلق بالخطوات التالية” كما تحدث عن دوره كنائب لبكري وكيف تولى دور “الأمير المؤقت” للجماعة.

وفي يوليو/ تموز الماضي، أُلقي القبض على تشودري الذي نشرت الشرطة البريطانية لقطات جديدة للتحقيقات معه تكشف كيف حاول الادعاء بأن المحادثات المسجلة لا تثبت أنه أبقى منظمة “المهاجرون” تعمل سرا.

وخلال التحقيقات، أصر تشودري على أن محاضراته لجمعية المفكرين الإسلاميين لا علاقة لها بالفرع الأمريكي لجماعة “المهاجرون”، زاعما أنه “لا يوجد شيء يسمى (المهاجرون) في بريطانيا على الإطلاق”.

وادعى تشودري أن المحادثات كانت تشير فقط إلى شهرته والأحداث التي وقعت في الماضي، واعتبر أنه عندما يقول “نحن” فهو يتحدث عن نفسه وتجربته.

وضمت المحاكمة أيضا خالد حسين (29 عاماً) وهو عضو في جمعية المفكرين الإسلاميين يعيش في إدمونتون بكندا، وكان يعشق تشودري، وساعده في إدارة مجلة إلكترونية تسمى “الأسرى”، وتمت إدانته بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى