أوروبا

بسبب خطة الهجرة.. سوناك يواجه تمردا داخل حزبه


يواجه رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك تحديا داخل حزبه الذي تعصف به الانقسامات بسبب سياسة الهجرة، إذ دفعت ببعض نواب حزب المحافظين إلى تقديم استقالاتهم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن خطة سوناك بترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا، خلقت حركة تمرد داخل الحزب يقودها فصيل يُعرف باسم “العائلات الخمس” أو تيار اليمين المتمرد، ويهدد المنتمون إليه بعرقلة الخطة.

وأفاد التقرير أن الفصيل، الذي يضم مشرعين يمينيين، اقتبس اسمه من المافيا الأمريكية، ويجسد عمق الانقسامات الداخلية في حزب رئيس الوزراء البريطاني.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن سوناك حقق فوزا بتمرير مجلس العموم البريطاني مشروع “قانون رواندا”، إذ صوت لصالح القرار 320 عضوا مقابل معارضة 276 عضوا، إلا أن الانقسامات قد تلقي بظلالها على الانتخابات المقبلة التي يخوضها المحافظون ضد حزب العمال.

وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء نجح الشهر الماضي في التغلب على تمرد المشرعين اليمينيين، الذين اعتبروا التشريع غير صارم بما فيه الكفاية. فيما لا تزال هناك جولة ثانية من التصويت على مشروع القانون تنذر بمواجهة أخرى عالية المخاطر.

وتسلط الاستقالة الأخيرة لكل من النائبين لي أندرسون وبريندان كلارك سميث – المؤيدين لتشريعات أكثر صرامة- الضوء على تصاعد الخلاف الداخلي، بعد انحياز النائبين لصف النواب اليمينيين الذين يحاولون إجبار سوناك على تشديد مشروع القانون.

مركب للهجرة غير النظامية

ويعتقد الجناح اليميني المتمرد للحزب، وفق الصحيفة، أن مشروع القانون لا يردع الهجرة غير النظامية إلى المملكة المتحدة.

وقالت نيويورك تايمز، إن رفض المحكمة العليا البريطانية، خطة الحكومة لإرسال مهاجرين إلى رواندا، دفع المشرعين اليمينيين إلى توقع أن تخضع النسخة المعدلة من الخطة لمزيد من التدقيق من محاكم بريطانيا وأوروبا.

وأفادت أن إصرارهم على مطالبة سوناك جاء لتشديد لغة مشروع القانون بالشكل الذي يمنح الحكومة البريطانية القدرة على تجاوز أو تجاهل الأحكام الصادرة من المحكمة. فيما لا يزال سوناك ثابتا على موقفه بأن مشروع قانون رواندا “قوي”، رافضا إدخال أي تعديلات عليه.

وأشار التقرير إلى أن القانون قد يتعرض لتحديات قانونية، سواء على المستوى المحلي أو من المحكمة الأوروبية.

وفي ظل تراجع شعبية حزب المحافظين أمام منافسه حزب العمال، يبدي بعض المشرعين استعدادهم لتحدي سوناك، معتقدين أن النأي بأنفسهم عن حكومة لا تحظى بشعبية، ربما يضمن لهم الدعم في دوائرهم الانتخابية.

وفي خضم هذه الفوضى الداخلية، عبرت قيادة الحزب عن انزعاجها مما يحدث، وتعالت الدعوات التي تطالب بالوحدة لتجنب الضرر الذي قد يلحقه الحزب بنفسه.

ورسمت الصحيفة صورة مقلقة للصراع داخل حزب المحافظين، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه رئيس الوزراء ريشي سوناك في الحفاظ على تماسك الحزب وسط الخلافات التي تعصف به على خلفية ملف اللجوء والهجرة غير النظامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى