صحة

بعد الإصابة بـ كورونا… كيف تستعيد الرائحة والتذوق ؟


يحاول ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم التكيف مع الحياة بدون رائحة وطعم بعد الإصابة بـ “كوفيد -19 “.

وبالنسبة للغالبية، يستمر هذا الخلل في حاسة الشم لبضعة أيام أو أسابيع فقط، لكن البعض لا يزال يعاني شهورا بعد الإصابة بالفيروس.

ووجدت دراسة أجريت العام الماضي أن ما بين 700 ألف و 1.6 مليون شخص في الولايات المتحدة فقدوا أو تغيروا في حاسة الشم لأكثر من ستة أشهر بعد الإصابة بـ “كوفيد -19”.

وحذر مؤلفو الدراسة التي نُشرت في مجلة “جاما نتوورك أوبن”، من أن هذه الأرقام “من المحتمل أن تكون أقل من الواقع”.

وقالت شبكة “سكاي نيوز” إن السبب الدقيق لفقدان الحواس المرتبط بفيروس كورونا غير معروف، لكن الخبراء يعتقدون أنه مرتبط بـ”تلف الخلايا المصابة في جزء من الأنف يسمى الظهارة الشمية”، حيث تحمي الخلايا الموجودة في هذه المنطقة من التجويف الأنفي الخلايا العصبية الشمية التي تمكن الإنسان من الشم.

وأشارت دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر جينتكس” في يناير إلى أن الجينات تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ما إذا كان الشخص يفقد أو يعاني من تغيير في حاسة الشم والذوق بعد إصابته بـ “كوفيد -19”.

ووجد تحليل بيانات الحمض النووي على ما يقرب من 70 ألف بالغ في المملكة المتحدة والولايات المتحدة مع مرض كوفيد أن أولئك الذين لديهم “تعديلات جينية معينة” على كروموسوم بالقرب من 2 من الجينات الشمية، يسميان (UGT2A1) و (UGT2A24)، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 11٪ لفقدان القدرة على الشم أو التذوق أكثر من غيرهم، كما أوضح موقع “ساينس نيوز”.

واقترح الباحثون أن المتغيرات الجينية “يمكن أن تؤثر على كيفية تشغيل الجينين أو إيقاف تشغيلهما لتفسد الرائحة بطريقة أو بأخرى أثناء الإصابة”، على حد قول الموقع.

جزيء الزناد

ومن الأعراض ذات الصلة والأقل شهرة لـ “كوفيد -19” هو “باروسميا”، حيث يعاني الناس من تشوه الرائحة بعد الإصابة بالفيروس.

ووفقًا لـ”فيفس سينس”، وهي مؤسسة خيرية للأشخاص المتأثرين باضطرابات حاسة الشم والتذوق، فإن ما يقدر بنحو 25000 شخص بالغ في المملكة المتحدة ممن أصيبوا بـ”كوفيد -19″، قد تأثروا بالباروسميا، مما “يمكن أن يعني أن الطعام ينبعث منه رائحة أو طعم كريه، مثل اللحوم الفاسدة أو المواد الكيميائية”.

وقالت صحيفة الجارديان إن العلماء حددوا “جزيء الرائحة شديد القوة” الذي يبدو أنه محفز لـ “الشعور بالاشمئزاز” الذي يعاني منه العديد من المصابين بالباروزميا.

وذكر التقرير أن أولئك الذين لديهم حاسة شم طبيعية وجدوا أن الجزيء، المسمى “2-فورانميثانيول”، له رائحة مثل القهوة أو الفشار، لكن أولئك الذين يعانون من باروسيميا وصفوا رائحته بأنها “مثيرة للاشمئزاز”.

وتقول الدكتورة جين باركر، مديرة مركز النكهة في جامعة ريدينج والمؤلفة المشاركة للبحث الذي نُشر في مجلة “كوينيكيشن ميدسين”، إن هذا يعني أن باروسميا يمكن أن تكون مرتبطة بالمركبات الموجودة في الأطعمة المشوهة.

وأضافت أن “الجهاز العصبي المركزي يشارك بالتأكيد كذلك في تفسير الإشارات التي يتلقاها من الأنف”.

ويقول الباحث سيمون جين، من مستشفى الأذن والأنف والحنجرة الملكي الوطني ومستشفى إيستمان لطب الأسنان: “نحن نعلم الآن أن هذا يجب أن يكون له علاقة بالأعصاب ومستقبلاتها لأن هذه هي الطريقة التي يتم بها اكتشاف هذه الجزيئات”.

العلاجات المحتملة

وفي هذه الأثناء، رغم عدم وجود علاج حاليًا لباروزميا، قامت منظمة ” فيفث سينس”، وخبراء من جامعة إيست أنجليا بإنشاء دليل على الإنترنت لـ”أسلوب تدريب على الشم”، ويقول المدافعون إنه قد يساعد أي شخص يعاني من فقدان أو تغيير في إحساسه به رائحة.

ويتضمن التدريب عادة استنشاق أربع روائح مميزة على الأقل، مثل البرتقال أو القهوة أو الثوم، مرتين يوميًا لعدة أشهر من أجل إعادة تدريب الدماغ على التعرف على الروائح المختلفة.

وعلاج آخر محتمل لضعف حاسة الشم هو المنشطات، وهي الأدوية المضادة للالتهابات المستخدمة لعلاج مجموعة من الحالات من الأكزيما إلى التهاب المفاصل، فهي تعمل بالإضافة إلى قمع الالتهاب ، على الحد من نشاط جهاز المناعة.

ورغم أن الستيرويدات قد تسبب زيادة في الشهية وتغيرات في المزاج وصعوبة في النوم، إلا أنها “لا تميل إلى إحداث آثار جانبية كبيرة” إذا تم تناولها لفترة قصيرة أو بجرعة منخفضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى