إيران

بعد مصرع رئيسي.. هل تتأثر ملفات إيران الخارجية؟


قال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء إن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطم طائرة هليكوبتر تسببت في توقف في محادثات تجريها الوكالة التابعة للأمم المتحدة مع طهران بشأن تعزيز التعاون بينهما، وسط تساؤلات عمّا إذا ستؤدي إعادة ترتيب البيت السياسي إلى تغيير في تعاطي الجمهورية الإسلامية مع الملف النووي أم ستحافظ على نفس التمشي.

وأضاف غروسي في هلنسكي، حيث شارك في مؤتمر نووي، أن “الإيرانيين في فترة حداد ويجب أن أحترم هذا”، مستدركا “لكن بمجرد انتهائها، سنتواصل مرة أخرى”، واصفا الأمر بأنه “توقف مؤقت آمل أن ينتهي في غضون أيام”.

وذكر غروسي أن الوكالة كانت تخطط لمواصلة المناقشات الفنية مع إيران لكن الأمر توقف، على خلفية حادث الهليكوبتر الذي وقع يوم الأحد وأودى بحياة رئيسي وعبداللهيان.

وتواجه الوكالة مجموعة من التحديات في إيران، من بينها منع طهران في الآونة الأخيرة ضم العديد من خبراء تخصيب اليورانيوم الأكثر خبرة لفريق التفتيش التابع للوكالة، إلى جانب عدم قيامها بتقديم تفسير لآثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة على الرغم من التحقيقات التي تجريها الوكالة منذ سنوات.

وتحاول الوكالة توسيع نطاق إشرافها على الأنشطة النووية الإيرانية في وقت تواصل فيه الجمهورية الإسلامية برنامجها لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي نسبة قريبة من التسعين بالمئة اللازمة لتصنيع أسلحة، في حين تؤكد طهران أن أغراضها للطاقة النووية سلمية بالكامل.

وقال غروسي إن إيران لديها حاليا نحو 140 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة. ووفقا لتعريف الوكالة فإن هذا يكفي نظريا، إذا تم تخصيبه لدرجة أكبر، لصنع ثلاث قنابل نووية. وكان التقرير الفصلي الصادر عن الوكالة في فبراير/شباط أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية تمتلك 121.5 كيلوغرام، بما يكفي لصنع قنبلتين.

وأكد أن إيران لا تزال تنتج نحو تسعة كيلوغرامات شهريا من اليورانيوم المخصب بما يصل إلى 60 بالمئة. كما أنها تقوم بالتخصيب إلى مستويات أقل.

وكرر غروسي، الذي قال قبل أسبوعين إنه يتطلع للبدء في رؤية نتائج ملموسة قريبا من إيران بشأن تعزيز التعاون، هذا الأمل لكنه كشف أن التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا سيتطلب “مزيدا من الوقت” وأوضح أن فريقه لم يحرز حتى الآن تقدما بشأن القضايا الرئيسية وتابع “أود أن أقول إن الثقة في مناطق كثيرة من العالم تتضاءل فيما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية”.

وتخلت طهران عن التزاماتها الأساسية الواردة في الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 الذي عرف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” وأفضى إلى تقييد الأنشطة النووية الإيرانية لقاء رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة عليها وذلك ردّا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي في 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وإعادة فرض العقوبات.

وبدأت محادثات لإحياء الاتفاق في العام 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ صيف 2022 نتيجة تصاعد التوترات.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى