سياسة

تحذير إيراني صارم لأميركا: أي دعم لهجوم إسرائيلي سيكون له ردود فعل قاسية


وجهت إيران تهديدات صريحة للولايات المتحدة في حال شنّت إسرائيل هجوما انتقاميا على الجمهورية الإسلامية في أقوى تصريح منذ اندلاع التوتر على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني على الدولة العبرية.
وقال الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أنّ. واشنطن ستتحمّل “كامل المسؤولية” وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه اطّلع على خطط إسرائيلية لشن الهجوم على طهران.

ووصف إيرواني تصريحات الرئيس الاميركي بأنها “مقلقة للغاية واستفزازية”. وذلك في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئاسة السويسرية لمجلس الأمن الدولي.
وكان الرئيس الرئيس الأميركي رد بـ”نعم ونعم” عندما سأله أحد المراسلين الجمعة عمّا إذا كان قد اطّلع على نحو جيّد على كيفية وتوقيت الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية .التي وجّهتها إيران في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وأطلقت إيران يومها حوالي مئتي صاروخ على إسرائيل. ردّا على الضربات الإسرائيلية على لبنان التي أودت في نهاية أيلول/سبتمبر بالجنرال الإيراني في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
وتوعّدت إسرائيل التي تخوض حربا ضدّ كلّ من حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، بالردّ على الضربة الإيرانية.

وجاء في رسالة إيرواني “هذا البيان التحريضي للرئيس الاميركي يثير قلقا عميقا. لأنه يشير إلى موافقة الولايات المتحدة الضمنية ودعمها الصريح لعدوان عسكري إسرائيلي غير مشروع ضد إيران”.
وأضاف “لذلك ستتحمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن دورها في التحريض على أي أعمال عدوانية من جانب إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. معتبرا أن ذلك سيشكل “انتهاكا صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بايدن بأنه يعتزم ضرب مواقع عسكرية إيرانية وليس بنى تحتية نووية أو منشآت نفطية.

وأعلنت الولايات المتحدة انها في تسريب غير مصرح به. لوثائق سرية تتضمن تقييما بشأن خطط إسرائيل للهجوم على إيران.

وتعزى الوثائق إلى الوكالة الوطنية الأمريكية للاستخبارات الجغرافية المكانية ووكالة الأمن القومي. وتشير إلى أن إسرائيل مستمرة في نقل أصول عسكرية من أجل شن هجوم عسكري ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني المكثف الذي وقع في أول أكتوبر/تشرين الاول الجاري.
وتشير إحدى الوثائق إلى أمر كانت إسرائيل ترفض دائما تأكيده علنا: وهو أن البلاد تمتلك أسلحة نووية. وتقول الوثيقة إن الولايات المتحدة .لم تر أي مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لاستخدام سلاح نووي ضد إيران.

نقل منظومة ثاد الى اسرائيل يكشف حجم الالتزام الأميركي بأمن الدولة العبرية
نقل منظومة ثاد الى اسرائيل يكشف حجم الالتزام الأميركي بأمن الدولة العبرية

وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين أنّ منظومة “ثاد” المضادّة للصواريخ باتت “في مكانها” في إسرائيل. مشيرا إلى أنّ واشنطن أرسلت هذه المنظومة الدفاعية الأميركية المتطوّرة لحماية حليفتها من أيّ هجوم صاروخي إيراني جديد.

وقال أوستن، بحسب تصريحات نشرها البنتاغون إنّ “هذا النظام بات في مكانه. ولن نقول ما إذا كان قيد التشغيل أم لا ولكنّنا قادرون على تشغيله بسرعة كبيرة”.

بدورها حذرت طهران على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين إسرائيل والولايات المتحدة من مغبة مهاجمة قواعدها العسكرية ومواقعها النووية والنفطية.

وغير المستبعد أن يهاجم الجيش الايراني القواعد الاميركية في المنطقة في حال شاركت واشنطن في الهجوم الاسرائيلي المحتمل.

كما هددت الميليشيات الموالية لطهران في المنطقة باستهداف المواقع النفطية في المنطقة لإثارة أزمة طاقة في حال شنت إسرائيل هجوما على ايران يستهدف مواقعها النفطية .بينما يقوم مسؤولون ايرانيون بجولة في المنطقة لمنع مساندة الهجوم الاسرائيلي.

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من العاصمة الكويتية الثلاثاء أن دول الجوار لن تسمح باستخدام مجالها الجوي في أي هجوم ضد طهران.
وقال في مؤتمر صحافي قبيل لقائه أمير الكويت “تلقينا تطمينات من جيراننا بعدم استخدام أراضيهم وأجوائهم في الاعتداء على إيران”.

ووصل عراقجي إلى الكويت غداة زيارة إلى البحرين في إطار جولة إقليمية شملت السعودية وقطر وسلطنة عُمان والعراق ومصر وتركيا. بحث خلالها مع مسؤولين كبار التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة وسبل احتواء النزاع.
وقال “نحن نراقب عن كثب تحركات القواعد الأميركية في المنطقة ونعلم كل تحركاتها ورحلاتها”. مضيفا “إذا هاجمت إسرائيل إيران بأي شكل من الأشكال، فسترد إيران بالشكل نفسه”.

عراقجي يقول من الكويت إن دول الجوار لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران
عراقجي يقول من الكويت إن دول الجوار لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران

وللولايات المتحدة، الحليف القوي لإسرائيل. قواعد عسكرية في المنطقة ولا سيما في البحرين والكويت وقطر والإمارات.
وكرر عراقجي تحذيرات إيران لإسرائيل بعدم مهاجمة منشآتها النووية، قائلا إن “مهاجمة المواقع النووية جريمة دولية كبرى. وحتى التهديد بمهاجمة المواقع النووية جريمة وضد الحقوق الدولية”.

وأضاف “للدفاع عن أنفسنا ومواقعنا النووية، لدينا أدواتنا وأساليبنا الخاصة، ونحن نعتمد عليها”.
ومرت العلاقات الكويتية الإيرانية خلال السنوات الماضية بفترة من التوترات. كان أبرزها تفكيك خلية في العام 2015 أدين أفرادها بالتجسس لمصلحة إيران وحزب الله اللبناني. ثم إعلان الكويت بعد إدانتهم إغلاق الملحقية الثقافية الإيرانية والمكتب العسكري وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانين المعتمدين لديها.
وفي العام 2016 خفضت الكويت تمثيلها الدبلوماسي في الجمهورية الإسلامية. في أعقاب قرار السعودية قطع علاقاتها مع إيران على خلفية تعرض بعثات دبلوماسية لها لاعتداءات من محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي المعارض نمر النمر. ولم يعد سفير الكويت إلى طهران إلا في آب/أغسطس 2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى