إقتصاد

تحولات المناخ على أجندة COP28


كشفت دراسة حديثة أن التغير المناخي أصبح شديد التحول حيث تضرب الفيضانات المدمرة البلدان التي تعاني من جفاف حاد.

يأتي ذلك في توقيت محوري حيث يستعد زعماء العالم للاجتماع في دبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28. ويتميز البحث الذي أجرته ” وتر إيد”، وهي منظمة دولية غير حكومية تركز على المياه والصرف الصحي والنظافة، باستخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات المناخية، بالشراكة مع جامعة بريستول وجامعة كارديف.

وتظهر النتائج التي نشرها الثلاثاء الموقع الرسمي لجامعة بريستول، أنه في ظل “ضربة” من الضغوط المناخية الشديدة، فإن المناطق التي كانت تعاني من حالات الجفاف المتكررة، أصبحت الآن أكثر عُرضة للفيضانات المتكررة، في حين أن المناطق الأخرى المعرضة تاريخيا للفيضانات، تعاني الآن من حالات جفاف أكثر تواترا، وهذا له تأثير مدمر على المجتمعات في هذه المناطق.

وتقول البروفيسور كاترينا ميكايليدس، أستاذة هيدرولوجيا الأراضي الجافة في معهد البيئة بجامعة بريستول، في التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: “لقد أدركنا أن تغير المناخ لن يؤدي إلى تغير متجانس في المخاطر المناخية، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، وبدلا من ذلك، من المرجح أن يتغير ملف المخاطر في أي منطقة بطرق لا يمكن التنبؤ بها، ويجب أخذ هذه العوامل في الاعتبار لدعم التكيف مع المناخ من أجل حياة البشر وسبل عيشهم في جميع أنحاء العالم”.

فيضانات عارمة - أرشيفية

وعلى مدى العقدين الماضيين، انقلبت مناطق في باكستان وبوركينا فاسو وشمال غانا – التي ترتبط عادة بظروف أكثر حرارة وجفافا – لتصبح أكثر رطوبة وعرضة للفيضانات على نحو متزايد.

وعلى النقيض من ذلك، فإن منطقة شابيلي الجنوبية في إثيوبيا، والتي شهدت فترات عديدة من الفيضانات بين عامي 1980 و 2000، تظهر الآن تحولاً نحو الجفاف الطويل والشديد، وقد شهد نهر شابيلي الأكثر جفافاً – وهو مصدر رئيسي للمياه في الصومال – مؤخراً أسوأ ظروف الجفاف في القرن الأفريقي، لكنه انتهى بفيضان كبير في أبريل من هذا العام.

وتنعكس هذه الظاهرة في شمال إيطاليا حيث تشير البيانات إلى أن عدد فترات الجفاف الشديد التي تضاعفت منذ عام 2000، تتخللها مخاطر الفيضانات الشديدة، كما أظهرت فيضانات لومباردي في مايو/أيار ويوليو/تموز من هذا العام.

ونظر البحث المبتكر في تواتر وحجم مخاطر الفيضانات والجفاف على مدى السنوات الـ 41 الماضية في مواقع عبر ستة بلدان حيث تعمل منظمة “وتر إيد”، وهي : باكستان وإثيوبيا وأوغندا وبوركينا فاسو وغانا وموزمبيق، مع إضافة إيطاليا للمقارنة الأوروبية لمعالجة هذه الحقيقة.

ظاهرة متكررة

وحذر الباحث المشارك، البروفيسور مايكل سينجر من كلية علوم الأرض والبيئة بجامعة كارديف، من أن هذه الظواهر المناخية لا تقتصر على هذه البلدان فقط”.

وقال: “الأمر الأكثر إثارة هو أننا وجدنا أن العديد من المواقع تمر بتحولات كبيرة في المناخ السائد، وعلى وجه التحديد، شهدت العديد من مواقع دراستنا تحولا خطيرا من كونها عرضة للجفاف إلى عرضة للفيضانات أو العكس”.

فيضانات عارمة - أرشيفية

وأضاف”على الرغم من أن نطاق هذه الدراسة كان مقتصرًا على عدد قليل من البلدان ومواقع محددة داخلها، إلا أننا نعتقد أن تغير المخاطر، وبشكل عام، التغيرات في تواتر مخاطر الفيضانات والجفاف وحجمها، هي أمور يجب على معظم الدول على هذا الكوكب معالجتها”.

والمجتمعات المعرضة لهذه التطرفات غالباً ما تكون غير مجهزة للتعامل معها، وتؤكد منظمة “ووتر إيد” على ضرورة أن يدعم مؤتمر الأطراف COP28 العمل على التكيف مع المناخ، حتى لا يحكم على الناس في المناطق الأكثر تضرراً بمزيد من الفقر والنزوح والمرض وربما الصراع، حيث إن الظواهر المناخية الكارثية والمتغيرة تؤدي إلى ندرة المياه والغذاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى