تركيا

تركيا.. لماذا يكره أردوغان الأكراد؟


تحركات تركيا دوماً ما تتجه نحو إقليم كردستان، والذي يتعرض لهجمات من تركيا وإيران بشكل دوري، الإقليم الذي كان له يد في هزيمة داعش من على أرضه أصبح في صراع مستمر مع طرفين قويين بالنسبة لقدراته وهما إيران وتركيا. 

وخلال أيام أطلقت إيران وتركيا، ضربات صاروخية وأخرى بطائرات دون طيار ضد مقاتلين أكراد ومنظمات سياسية يعدها البلدان تهديدات لأمنهما القومي، وأكد الجيشان الإيراني والتركي هجمات برية مُحتملة ضد أهداف كردية أيضاً.

أسباب هجمات إيران وتركيا

ووفق مصادر مطلعة، فقد أكدت أن أسباب هجمات إيران وتركيا على الأكراد، والتصعيد المفاجئ ضد الجماعات المسلحة والسياسية الكردية المزيد عن السياسة الداخلية التركية والإيرانية أكثر مما يطلعنا على أجندات الأمن القومي لكل منهما.

حيث بالنسبة لتركيا، شكلت المناطق الكردية في سوريا والعراق تحدياً سياسياً جغرافياً.

فمنذ سبعينيات القرن العشرين، كانت الحكومة التركية على خلاف مع حزب العمال الكردستاني، والجماعة الكردية المسلحة التي تعدها أنقرة منظمةً إرهابية وتهديداً سياسياً كبيراً لأجندتها العثمانية الجديدة. والتى تسعى من خلالها لفرض نفوذها بشكل واضح على عدة مناطق. ويرى طيب أردوغان، أن الجيوب الكردية في شمال شرقي سوريا، وشمال العراق، أكثر من مجرد مراكز للنشاط الإرهابي الذي يمكن أن يشجع الأحزاب السياسية الكردية والمسلحين في تركيا.

ومنذ 2019، أرادت تركيا إطلاق “ممر السلام”، وهي منطقة طولها 30 كيلومتراً في شمال شرقي سوريا. بعيداً عن الحكومة السورية، ومساحات شاسعة من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، ولكن ببنية تحتية كافية لتكون قابلة للحياة بفضل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

حيث ترى تركيا في القوات الكردية عقبة أمام تنفيذ هذه الإستراتيجية، ولذلك أطلقت تركيا “عملية المخلب”، وهي سلسلة من عمليات القصف المدفعي والهجمات الجوية والبرية لاحتواء المسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق، وكذلك سعي أردوغان للسيطرة قبيل انتخابات 2023.

انفجار إسطنبول 

وقد وقع انفجار قاتل في إسطنبول في 14 نوفمبر  الماضي؛ ما أعطى فرصة ذهبية لأردوغان، الذي ألقى باللوم على حزب العمال الكردستاني وتهيئة بيئة سياسية أكثر ملاءمة قبل الانتخابات.

بينما في إيران فالوضع بشكل آخر حيث هددت المجتمعات الكردية داخل وخارج حدودها الحكومة الإيرانية ورأت إيران في القومية الكردية والنزعة العسكرية، تهديداً مباشراً للنظام الديني والنظام الداخلي والنفوذ الإيراني في بلاد الشام، وفي شمال العراق. يساور إيران القلق من المنظمات الكردية المسلحة والأحزاب السياسية مثل حزب الحياة الحرة الكردستاني. الذي تعتقد أنه يؤجج المشاعر المناهضة للحكومة بين الأكراد والإيرانيين، إيران ليست في خضم حملة عسكرية لمدة عام لاجتثاث مراكز القيادة العسكرية الكردية والنشاط الإرهابي.

وقبل أيام فقط من إطلاق تركيا عملية المخلب – السيف، ضرب الحرس الثوري الإيراني، كردستان العراق، بصواريخ فاتح-110 وطائرات دون طيار. وهاجم قاعدة جماعة معارضة في مدينة كويا؛ ما أسفر عن قتيلين و8 جرحى، وتدمير خمس قواعد جبلية أصغر في سيداكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى