تصدّع في المواقف الغربية.. قيود إسبانية على السلاح تقلق واشنطن

عبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء عن القلق إزاء الإجراءات التي اتخذتها إسبانيا لفرض قيود على دخول سفن وطائرات تحمل أسلحة إلى إسرائيل إلى موانئها ومجالها الجوي، ما يشير إلى أن واشنطن تتوجس من أن يؤدي أي حظر على شحنات السلاح للدولة العبرية، حتى لو كانت من دولة حليفة، إلى تقويض قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها.
وقال المتحدث “من المقلق جدا أن تختار إسبانيا، عضو حلف شمال الأطلسي، التخلي عن إسرائيل في اليوم نفسه الذي قُتل فيه ستة أشخاص في القدس. هذه الإجراءات تشجع الإرهابيين”.
وتدير الولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين في مورون بجنوب إسبانيا، وعلى الساحل الجنوبي للمحيط الأطلسي في روتا.
وعلاوة على الحظر الذي فرضته على السفن والطائرات التي تنقل أسلحة أو وقود طائرات عسكرية إلى إسرائيل، قالت مدريد إنها لن تسمح لأي شخص شارك بشكل مباشر في “الإبادة الجماعية” في غزة بدخول إسبانيا.
وتأتي هذه الإجراءات الإسبانية في سياق سياسات أكثر جرأة تجاه الصراع في الشرق الأوسط. وقد برزت مدريد كصوت أوروبي يسعى إلى معاقبة إسرائيل على ما تعتبره “إبادة” في غزة.
وتعتبر الولايات المتحدة أن مثل هذه القرارات تشجع ما تسميهم بـ”العناصر الإرهابية”، لأنها تُظهر انقسامًا في صفوف حلفاء إسرائيل، وهو ما قد يُفسر على أنه ضعف.
وترى واشنطن في الموقف الإسباني تهديدًا للتنسيق العسكري والسياسي داخل الحلف، وخاصةً في قضايا الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في وقت لاحق إن الحظر سيمتد ليشمل وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ونفت إسرائيل بشدة أن تكون أفعالها في غزة إبادة جماعية، وتواجه قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب اتهامات بالإبادة الجماعية.
وردا على إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم الاثنين، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الزعيم الإسباني “بمعاداة السامية” ومحاولة صرف الانتباه عن فضائح الفساد الداخلي.
كما أعلن حظر دخول يولاندا دياز نائبة سانتشيز ووزيرة الشباب سيرا ريجو إلى إسرائيل. وينتمي كلاهما إلى حزب سومار اليساري المتشدد، الشريك الأصغر في حكومة سانتشيث الائتلافية.
ومع تصاعد الخلاف الدبلوماسي، استدعت إسبانيا سفيرها في إسرائيل مرة أخرى لإجراء مشاورات في وقت متأخر من يوم الاثنين.