صحة

تقليل الخروج من المنزل يؤرق جيل زد.. طبيعة، وقت، ووسائل التواصل


أظهر استطلاع حديث شمل 2000 بالغ أن جيل زد يقضي 25% وقتًا أقل في الهواء الطلق مقارنةً بجيل إكس، حيث أشار الكثيرون إلى الملل وعدم رغبتهم في الخروج بمفردهم كأسباب رئيسة.

وبحسب صحيفة “ميرور” يقضي البالغون من جيل زد في المتوسط 49 دقيقة فقط يوميًا في الخارج خلال أيام الأسبوع، وغالبًا ما يكون ذلك للتنقل، في حين يقضي جيل إكس حوالي 65 دقيقة يوميًا بالخارج. وأقر 67% من المشاركين من جيل زد أنهم يمكن أن يمكثوا لأيام دون مغادرة منازلهم، مع وجود عوائق مثل الطقس السيئ، قلة الوقت، وعدم الرغبة في الوحدة.

وأُجري البحث بتكليف من منظمة السياحة الرسمية في برتش كولومبيا، “سوبر، ناتشورال كولومبيا البريطانية”، التي سلطت الضوء على أن الكثيرين يجدون إلهامهم للخروج إلى الطبيعة عبر المشاهد الطبيعية في وسائل الإعلام. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، يوتيوب، والبرامج التلفزيونية مثل ييلوستون، أور بلانيت، وسرفايفر من أبرز المصادر التي تحفز 67% من المشاركين على الخروج والاستمتاع بالطبيعة.

 انفصال بين المجتمع والطبيعة

وأشارت الدكتورة بيلين كيسبير، عالمة النفس الاجتماعي المشاركة في البحث، إلى تراجع مستمر في الإشارات إلى الطبيعة في الثقافة الشعبية منذ خمسينيات القرن الماضي. هذا التراجع يعكس انفصالًا أوسع بين المجتمع والطبيعة، ويؤثر على مدى تفاعل الناس مع البيئة الطبيعية في حياتهم اليومية. وأكدت على قوة الإعلام في تشكيل السلوكيات وتحفيز “نظام غذائي طبيعي” صحي من خلال زيادة التعرض للمشاهد الطبيعية في الترفيه والكتب.

محتوى الطبيعة

من جانبها، أكدت مايا لانج من منظمة “سوبر، ناتشورال كولومبيا البريطانية” أن فوائد قضاء الوقت في الطبيعة معروفة، لكن الحياة العصرية تشكل تحديات لهذا. واقترحت أن استهلاك المحتوى الغني بالطبيعة يمكن أن يشعل رغبة حقيقية في الخروج والتمتع بالطبيعة.

وأشار البحث أيضًا إلى وقت  الأطفال في الخارج، حيث رغم اعتقاد العديد من الآباء أن أطفالهم يقضون وقتًا أكثر في الخارج مما كانوا يفعلون في عمرهم، إلا أن 19% ما زالوا يشعرون بالقلق حيال قلة الوقت الذي يقضيه أطفالهم بالخارج، حيث يبلغ متوسط الوقت 56 دقيقة فقط يوميًا. وتزيد الحياة في المدن من هذه المشكلة، إذ أقر ثلثا سكان المدن أنهم قد يقضون عدة أيام دون الخروج.

أهمية الطبيعة

ولمعالجة هذه القضايا، أطلقت منظمة “سوبر، ناتشورال كولومبيا البريطانية” أداة رقمية مجانية تسمى “تصنيف الطبيعة”، تساعد المستخدمين على تقييم مدى وجود الطبيعة في الأفلام، العروض، الكتب أو الأغاني التي يستهلكونها، بهدف تشجيع الناس على البحث عن الطبيعة في حياتهم اليومية. تهدف هذه الأداة إلى تعزيز الارتباط القوي بالطبيعة وتشجيع أساليب حياة أكثر صحة ونشاطًا وسط ازدياد الوقت الذي يقضيه الناس داخل المنازل وعلى الشاشات.

يذكر أن قضاء الوقت في الطبيعة له أهمية كبيرة على الصعيدين النفسي والجسدي، حيث ثبت علميًا أن التعرض للبيئات الطبيعية يعزز الصحة العقلية ويقلل من التوتر والقلق والاكتئاب. كما توفر الطبيعة فرصة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، وتساعد على تحسين المزاج وزيادة الشعور بالسعادة والراحة النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى