جامعات إيران تستمر في الإنتفاضة رغم وحشية الأمن
بالرغم من القمع والبطش للأمن الإيراني إلا أن الاحتجاجات تتصاعد يوميًا لتدخل في يومها الـ50، والذي شهد احتجاج طلاب إيرانيين وإضراب أصحاب المتاجر.
وفقًا لتقارير ومقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استمرت المظاهرات التي اندلعت بسبب وفاة مهسا أميني لليوم الخمسين. وجاءت احتجاجات أمس السبت في الوقت الذي قال فيه الرئيس إبراهيم رئيسي: إن المدن الإيرانية “آمنة وسليمة” بعد أن رفض في وقت سابق تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ”تحرير إيران”.
احتجاجات متواصلة
الجمهورية الإيرانية شهدت احتجاجات اندلعت عندما توفيت أميني في الحجز بعد اعتقالها بسبب انتهاك مزعوم لقواعد اللباس في البلاد. حسبما أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية. ونشرت تصريحات لنشطاء أكدوا أن قوات الأمن اتخذت إجراءات جديدة لوقف الاحتجاجات في الجامعات في طهران، وتفتيش الطلاب وإجبارهم على نزع أقنعة الوجه. لكن المتظاهرين سمعوا وهم يهتفون “أنا امرأة حرة، أنت المتطرف” في جامعة آزاد الإسلامية في مشهد، شمال شرقي إيران. كما غنى الطلاب في جامعة جيلان في مدينة رشت الشمالية “يموت طالب، لكنه لا يقبل الإذلال”. وفي مدينة قزوين الشمالية الغربية، هتف العشرات بشعارات مماثلة في مراسم حداد بعد 40 يومًا من وفاة المتظاهر جواد حيدري – وهو الأمر الذي يثير مزيدًا من بؤر الاحتجاج. وقالت جماعة هينجاو الحقوقية ومقرها النرويج: إن الناس كانوا يلاحظون “إضرابا واسعا” في بلدة ساقز مسقط رأس أميني في إقليم كردستان. حيث أغلقت المتاجر. وبدأ مقطع فيديو بثته قناة تلفزيونية خارج البلاد ومحظورة في إيران، يظهر فيه طلاب محبوسون داخل جامعة آزاد الإسلامية في شمال طهران.
تحرير إيران
في السياق ذاته، أكدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو أمس السبت أن 186 شخصًا على الأقل قتلوا في حملة قمع الاحتجاجات، بزيادة 10 أشخاص عن بيان يوم الأربعاء الماضي.
وأضافت أن 118 شخصا آخرين لقوا حتفهم في احتجاجات منفصلة منذ 30 سبتمبر في سيستان بلوشستان. وهي مقاطعة يغلب عليها السنة في الجنوب الشرقي، على الحدود مع أفغانستان وباكستان. واعترف مسؤول في محافظة كرمان بأن السلطات تواجه مشكلة في قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني في 16 سبتمبر.
وقال عبدالرحمن جلالي النائب السياسي والأمني للمحافظة: “القيود على الإنترنت واعتقال قادة الشغب ووجود الدولة في الشوارع دائما ما يقضي على الفتنة لكن هذا النوع من الفتنة وجمهورها مختلفون”. وسعت إيران إلى إلقاء اللوم على عدوها اللدود الولايات المتحدة في الاحتجاجات، وقال رئيسي يوم السبت: إن واشنطن فشلت فيها. حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية عن محاولتها تكرار الانتفاضات العربية عام 2011 في الجمهورية الإسلامية. ورفض رئيسي في وقت سابق تعهد بايدن “بتحرير إيران”. ورد قائلا: إن إيران قد تحررت بالفعل بعد الإطاحة بالشاه المدعوم من الغرب في عام 1979.