الخليج العربي

جهود دولة الإمارات لدعم الأمن والاستقرار العالمي


من أوكرانيا مرورا بالسودان إلى فلسطين تكثف الإمارات جهودها لإنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم، بما يسهم في دعم أمنه واستقراره.

جهود تكللت خلال الساعات الماضية بإنجازات مهمة، حملتها 3 بيانات صادرة من الإمارات اليوم السبت بشأن مساعيها لحل الأزمات الثلاث.

على صعيد الأزمة الأوكرانية نجحت جهود وساطة قامت بها الإمارات بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين خلال 7 وساطات قامت بها خلال العام الجاري إلى 1788.

وعلى صعيد أزمة السودان توجت الإمارات مشاركتها في المحادثات بشأن تلك الأزمة في سويسرا، التي جرت خلال الفترة من 14 إلى 23 أغسطس/آب الجاري، بالاتفاق على خطوات عملية بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ويشمل ذلك السماح للأمم المتحدة باستخدام معبر أدري الحدودي إلى السودان، وتسهيل وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون المجاعة في مخيم زمزم وأماكن أخرى في إقليم دارفور غربي البلاد.

وبالتزامن مع جهودها لحل أزمتي أوكرانيا والسودان تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم غزة عبر عملية “الفارس الشهم 3“، التي انطلقت بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وضمن أحدث جهودها لتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد تم، اليوم السبت، الإعلان عن انضمام إندونيسيا إلى عملية “الفارس الشهم 3” في المستشفى الميداني الإماراتي في غزة بطاقم طبي متخصص، جنبا إلى جنب مع الكوادر الطبية الإماراتية، بهدف تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم.

جهود تتواصل ضمن دبلوماسية الإمارات الساعية لنشر السلام ودعم الحلول السياسية لمختلف أزمات المنطقة والعالم.

أوكرانيا.. 7 وساطات

تفصيلا، نجحت وساطة إماراتية، اليوم السبت، في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب، شملت 230 أسيراً من كلا الجانبين.

وساطة تعد الثانية خلال نحو شهر والسابعة خلال العام الجاري، والثامنة منذ بدء الأزمة فبراير/شباط 2022.

وبموجب تلك الوساطة يصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 7 وساطات خلال العام الجاري إلى 1788.

وأعلنت دولة الإمارات في بيان أصدرته خارجيتها عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين جمهوريتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة، شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1788.

وتوجهت وزارة الخارجية الإماراتية بالشكر إلى حكومتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا على تعاونهما مع الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات، معتبرة أنّ هذا الإنجاز الذي يأتي بعد نحو شهر على وساطة سابقة ناجحة يعكس التزام دولة الإمارات كوسيط موثوق به لدى الطرفين في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.

واعتبرت الوزارة أنّ نجاح الوساطة الجديدة -السابعة من نوعها منذ بداية عام 2024- تجسد علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.

كما أكدت الوزارة استمرار مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الوصول لحل سلمي للنزاع بين البلدين، مؤكدة أن الحوار وخفض الصعيد السبيل الوحيد لحل الأزمة، ما سيسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة.

أزمة السودان.. رسائل مهمة

ومن أوكرانيا إلى السودان، حيث تواصل الإمارات حراكا سياسيا وإنسانيا متواصلا لإنهاء الأزمة.

وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد شاركت الإمارات في المحادثات بشأن السودان في سويسرا، التي جرت خلال الفترة من 14 إلى 23 أغسطس/آب الجاري، والتي عقدت بدعوة من الولايات المتحدة واستضافتها كل من المملكة العربية السعودية والاتحاد السويسري.

وقد عقدت المحادثات ضمن منصة ALPS الجديدة (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثا وتضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا، اليوم السبت، بشأن مشاركتها في تلك المحادثات وأبرز النتائج التي تحققت، إضافتها إلى رؤيتها لحل الأزمة وتحذيرات من مغبة استمرارها ولا سيما على الصعيد الإنساني.

وقالت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية رئيسة وفد دولة الإمارات في المحادثات، “إن الوضع الإنساني في السودان خرج عن مستوى التحمّل”.

وبينت “إن الحاجة هائلة إلى المساعدات الإنسانية ويجب أن تكون فرق الإغاثة قادرة على توصيل المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا”.

 وأضافت “أن برنامج الغذاء العالمي يعرف كيف يوقف المجاعة ويمنعها، ورسالتنا إلى جميع الأطراف هي دعوهم يقومون بعملهم”.

وأبرزت نسيبة ما قدمته دولة الإمارات خلال العقد الماضي، تتمثل في أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي كمساعدات للسودان، التي تتضمن 230 مليون دولار منذ اندلاع الصراع (الحالي)”.

وفي رسالة مهمة قالت “نحن ملتزمون بشكل راسخ بمواصلة جميع جهودنا لدعم الشعب السوداني الشقيق”.

واستندت آلية عمل منصة ALPS في جنيف إلى اتفاقيات جدة، وتنضم الإمارات العربية المتحدة إلى المشاركين الآخرين بالمحادثات في التعبير عن التقدير للمملكة العربية السعودية لدورها القيادي وجهودها المتواصلة في هذا الملف الحاسم، وكذلك للولايات المتحدة على دبلوماسيتها النشطة لتخفيف أسوأ أزمة إنسانية تواجه المجتمع الدولي اليوم، بحسب البيان.

وحول أبرز نتائج المحادثات، أوضحت نسيبة أن التركيز والتعاون بين الجميع أدى إلى تحسينات ملموسة لصالح الشعب السوداني خلال هذه المحادثات، حيث تم مايلي:

– الاتفاق على خطوات عملية بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ويشمل ذلك السماح للأمم المتحدة باستخدام معبر أدري الحدودي إلى السودان وتسهيل وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون المجاعة في مخيم زمزم وأماكن أخرى في دارفور.

– التعهد بالتزامات إضافية لتسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

– التزمت قوات الدعم السريع خلال المحادثات بتوجيهات جديدة ومهمة بشأن حماية المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتجنيد الأطفال، والاختفاء القسري.

وركزت دولة الإمارات بشكل خاص على إنشاء مسار ضمن منصة ALPS، يهدف إلى تقريب وجهات نظر ودمج أهداف وتوصيات النساء السودانيات في جميع جهود السلام والمساعي الإنسانية.

وأكدت الإمارات التزامها “بمواصلة المشاورات مع النساء السودانيات وتعزيز أهدافهن واحتياجاتهن، والضغط على الأطراف لحماية جميع المدنيين، بمن في ذلك النساء والفتيات، من انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما فيها العنف الجنسي”.

وقالت الإمارات “لم نحقق التقدم الذي كنا نتمنى تحقيقه بشأن وقف كامل للأعمال العدائية الذي سيؤدي إلى إنهاء الحرب، ونحن بالطبع نأسف لحقيقة أن أحد الأطراف اختار عدم المشاركة في هذه المحادثات (الجيش السوداني)، ونأمل أن يتم علاج هذا في المستقبل، ولكننا نقدر الدبلوماسية المبتكرة التي سمحت للمشاركين بالتركيز على النتائج الملموسة للشعب السوداني”.

وأكدت دولة الإمارات أنها “تظل ملتزمة بدعم الشعب السوداني الشقيق في استعادة السلام إلى بلاده، وفي ضمان إيصال المساعدات التي يحتاج إليها بشدة”.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلوحميدتي” معارك. لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها. ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، ودفع إلى فرار ملايين الأشخاص معظمهم من الأطفال.

وباءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة. وفي نهاية يوليو/تموز الماضي دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا، أملا في وضع حد للحرب المدمرة.

وانطلقت المحادثات، بمشاركة وفد “قوات الدعم السريع” وغياب ممثلين عن الجيش السوداني. وبحضور إماراتي وأمريكي وسعودي وسويسري ومصري. إلى جانب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

منذ بداية الأزمة بالسودان وحتى اليوم لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد .وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.

جهود دبلوماسية وإنسانية انطلقت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، وتطورت على مدار الفترة الماضية .وفقا لتطورات الأزمة حرصا على التخفيف من وطأتها وتداعياتها الإنسانية.

ووقعت الإمارات في يونيو/حزيران الماضي سلسلة اتفاقيات مع منظمات أممية بقيمة 70 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان. إضافة إلى تخصيص مبلغ 30 مليون دولار من أجل دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار.

جهود تتواصل لتجسد حرص الإمارات على دعم جميع الحلول. والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق. بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء. كما سبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

دعم غزة.. ملحمة إنسانية

ومن السودان إلى فلسطين، حيث تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم غزة عبر عملية “الفارس الشهم 3“. التي انطلقت بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

عملية إنسانية تضمنت مبادرات عدة تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة. وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع. الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وضمن أحدث جهودها لتعزيز التعاون الدولي لدعم غزة. أعلنت عملية “الفارس الشهم 3” اليوم انضمام إندونيسيا إلى المستشفى الميداني الإماراتي في غزة بطاقم طبي متخصص. بعد مشاركتهم في المستشفى الإماراتي العائم.

وبينت أن الطاقم الإندونيسي باشر عمله جنبا إلى جنب مع الكوادر الطبية الإماراتية. بهدف تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم.

وكان 25 طبييا إندونيسيا قد شاركوا في دعم المجال الطبي بالمستشفى العائم في العريش. في خطوة تجسد العلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا. وسعيا لتعزيز الدور الإنساني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الأشقاء في قطاع غزة نتيجة الحرب.انضم 10 منهم للعمل في المستشفي الميداني الإماراتي في غزة ضمن تخصصات مختلفة لمشاركة الأطقم الإماراتية وتقديم العون وفق أعلى المعايير الصحية للمصابين والجرحى.

ويضم الطاقم الإندونيسي عددا من الأطباء بمختلف التخصصات، للعمل على تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى والمصابين في المستشفى الميداني الإماراتي في غزة. فيما يواصل باقي الطاقم الطبي الإندونيسي وعددهم 15 طبيبا في المستشفى العائم المتمركز في العريش جهوده في إجراء العمليات الجراحية. وتقديم الخدمات الطبية للحالات المرضية التي يتم تحويلها لتلقي العلاج في الخارج.

وتواصل دولة الإمارات جهودها الطبية بالمستشفيين الميداني .والعائم لعلاج المصابين والجرحى من قطاع غزة بالتعاون والشراكة مع مختلف الأطقم الطبية الدولية ضمن آلية عمل تتوافق مع أعلى المعايير الصحية العالمية. التي أصبحت نموذجا ناجحا في التعامل مع مختلف الحالات الحرجة وعلاجها إلى جانب عمليات تركيب الأطراف الاصطناعية وغيرها من الجهود الإنسانية التي تهدف إلى إعادة الأمل للأشقاء في قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم.

مبادرات إنسانية ملهمة، رسمت عبرها دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع. وتؤكده لغة الأرقام التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى