سياسة

السودان.. الدعم السريع تتعهد بتطهير ود مدني من ميليشيات فلول البشير


 طمأنت قوات الدعم السريع أهالي مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة وسط السودان بأنها تهدف من خلال التقدم الذي تحرزه إلى السيطرة على مقرات ونقاط تمركز الجيش السوداني وطرده من المنطقة، محذّرة من مساعي قوات البرهان لنشر الهلع في صفوفهم، في محاولة لتفادي هزيمة جديدة تنضاف إلى انتكاساتها المتتالية خلال الآونة بعد إخراجها بقوّة السلاح من العديد من المناطق وقواعدها الإستراتيجية.

وقالت في بيان نشرته اليوم الجمعة على منصة ‘إكس’ إنها تهدف إلى “دكّ معاقل ميليشيا البرهان وفلول النظام البائد الإرهابية التي تمثل أهدافا مشروعة لقواتنا”، مضيفة أن “أشاوس قواتنا مصممون على اجتثاث جذور التطرف والإرهاب المتمثلة في فلول النظام البائد وعناصرهم في القوات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار البلاد والمنطقة”، مشيرة إلى أن “مواطني الجزيرة عانوا من ويلات الظلم والاضطهاد والتهميش بسبب سياسات الفلول الذين نهبوا ثروات الجزيرة ودمروا مشروعها الاستراتيجي وأحالوه إلى خراب”.

وأكدت أن “الأكاذيب وعمليات التضليل الممنهج التي تبثها غرف الفلول مدفوعة الأجر بنشر الخوف والذعر وسط المواطنين لن تنطلي على إنسان الجزيرة وشعبها المستنير التواق إلى الانعتاق من براثن الفلول وأعوانهم”، مشددة على أن “الحرب التي أشعلها الفلول ستنتهي لصالح شعب السودان المتطلع إلى الحرية والعدالة والمساواة وإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة وإنهاء سطوة هذه العصابة التي دمرت البلاد”.

وبلغت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الجمعة أطراف مدينة ود مدني التي شكّلت ملاذا آمنا لآلاف النازحين جراء نزاع دخل شهره التاسع، ما اضطر عائلات على الفرار مجددا.

ومنع الجيش المدنيين من دخول المدينة الواقعة على مسافة 180 كلم جنوب الخرطوم وبقيت إلى حد كبير في منأى عن القتال الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي“.

وشُوهدت طائرات مقاتلة تحلق في أجواء المدينة وسحبا من الدخان الأسود فيما سُمع دوي انفجارات من أطرافها الشمالية.

ومدينة ود مدني هي مركز ولاية الجزيرة التي نزح إليها نصف مليون شخص وفق أرقام الأمم المتحدة وبعدما بقيت في البداية بمنأى عن الحرب بدأت قوات الدعم السريع منذ الأشهر القليلة الماضية تنتشر فيها وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بين الخرطوم وود مدني.

وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم بأكثر من 12190 شخصا وفق تقديرات منظمة مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها ‘أكليد’، متسببة في نزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.

وفي تذكير قاتم بالأيام الأولى للحرب في الخرطوم أغلقت المحلات والمؤسسات التجارية الجمعة فيما هرع الناس إلى الشوارع مع أي ما يمكن حمله، محاولين بصعوبة العثور على وسيلة نقل للتوجه جنوبا.

وتمكنت قوات الدعم السريع الشهر الماضي من السيطرة على مدينة المجلد في ولاية غرب كردفان إثر اشتباكات ضارية اضطر الجيش السوداني في أعقابها إلى الانسحاب من حاميته، محققة كسبا ميدانيا هاما باعتبارها تقع على مقربة من مناطق إنتاج النفط.

وتراجع البرهان عن التزامه بلقاء قائد قوات الدعم السريع في انقلاب على الاتفاق الذي تعهّد بتنفيذه أثناء قمة الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد” في جيبوتي نهاية الأسبوع الماضي وهي ليست المرة الأولى التي ينسف فيها قائد الجيش السوداني جهودا دولية لإنهاء الصراع بعد أن لغّم مفاوضات سابقة باشتراطات وصفت بـ”التعجيزية”، ما يؤكد عدم استعداده لوقف الحرب.

وأبدت قوات الدعم السريع استعدادها لإنجاح مساعي وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة من جذورها، مرحبة بنتائج قمة ‘إيغاد’ وأعلنت موافقتها ولم تشترط سوى حضور ممثل الطرف الآخر بصفته ممثلا للقوات المسلحة فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى