اخترنا لكم

حرب المخدرات والحرب عليها

محمد المسكري


يؤكد الخبراء الدوليون في مكافحة المخدرات أنها عند حزب الله وسيلة تدرُّ عليه الأموال.

وأداة حرب ضد أعدائه، فمنذ بداية الحزب الشيطاني صدرت فتاوى قيادية فيه، تُبيح تجارة المخدرات وإيصالها لمن يصنفونهم الأعداء، وقد بات معلوماً للجميع وجود شبكات نشطة لحزب الله اللبناني في العديد من مناطق تركيز عمليات التهريب والاتجار بالمخدرات حول العالم، وأذكر تحديداً نشاط علي فواز وناصر عباس بحمد وشريكتهما الأسترالية لبنانية الأصل حنان حمدان في منطقة المثلث الحدودي بين الأرجنتين والباراجواي والبرازيل منذ عام 2016، الذي خطط ونفذ لإنشاء خط توريد لشحنات الكوكايين متعددة الأطنان مخبأة داخل حاويات الفحم الحجري من أمريكا اللاتينية إلى الأسواق العالمية.

وبين خلط المخدرات بفحم الشيشة في الباراجواي من قبل شركة جلوبل تريدينج جروب لصاحبها ناصر عباس بحمد، وحسن محسن منصور الكندي لبناني الأصل الذي أُلقي القبض عليه في فلوريدا لتورطه بالاتجار بالمخدرات لصالح حزب الله أيضاً، وخلطها بدقيق الصويا في الأوروجواي، مروراً براضي زعيتر صاحب المطعم اللبناني في الإكوادور وزعيم شبكة تهريب المخدرات لصالح حزب الله إلى أوروبا والشرق الأوسط، وصولاً إلى حشو الرمان بالمخدرات لاستهداف السعودية.

يصف رئيس وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية السابق مايكل براون، الذي عمل قبل مشرفاً على العمليات الخارجية للوكالة نفسها، في شهادته أمام لجنة الشؤون المالية التابعة لمجلس النواب الأمريكي تحت عنوان “العدو في حديقتنا الخلفية: ملاحقة تمويل الإرهاب في أمريكا الجنوبية”، حزب الله اللبناني بالسرطان الحقيقي الذي ينشط في التجارة بعشرات الأطنان من مادة الكوكايين المخدرة، بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، بالاعتماد على واحدة من “أشد آليات غسل وتبييض الأموال تعقيداً في العالم”.

ويأتي منع السعودية دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها بعد إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون المخدّرة بلغت أكثر من خمسة ملايين حبة، ليؤكد أنّ السعودية ودول الخليج وحتى مصر وغيرها من الدول العربية باتت هدفاً لأسلحة الحزب الفتاكة التي تزيد خطورتها على مدى وخطورة مسيّرات الحوثيين ومقذوفاتهم، كونها تستهدف النسيج الاجتماعي لدول آمنة مطمئنة تسيطر على آفة المخدرات.

ولأن الأمن الاجتماعي استراتيجي مثله مثل الأمن العسكري والدفاعي، فإنه يتوجب علينا أن نشدد المراقبة ضد مثل هذه العمليات، ونعمل على إدانة ممارسات رأس الأفعى المتمثل بنظام الولي الفقيه وصولاً إلى قطع ذيوله من المليشيات التابعة التي تسخّر كل إمكاناتها وأجهزة الدول التي تتحكم بها، في سبيل هدف وحيد هو تهديد الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي.

وأختم بالتشديد على ضرورة اتخاذ السلطات اللبنانية المختصة الإجراءات الأمنية الحازمة لوقف تهريب المخدرات وبسط سلطتها لا سلطة حزب الله على معابرها الجوية والبرية والبحرية، ومراقبة حدودها وضبطها، وملاحقة مصانع المخدرات المنتشرة في مناطق سيطرة ونفوذ المليشيا الإيرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى