سياسة

حميدتي ينفي علمه بزيارة وفد إسرائيلي للسودان ولقاء البرهان!


نفى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي” أي علم له بزيارة الوفد الإسرائيلي إلى الخرطوم موضّحا أنه لم يلتق به. في تأكيد على أنه لا علاقة له بمساعي وضع اللمسات النهائية على اتفاق التطبيع، ما يوحي ببوادر خلاف بينه وبينه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إستنادا إلى إقصائه من مباحثات اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن حميدتي مساء الخميس تأكيده “عدم صحة الأنباء المتداولة بشأن لقائه بالوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم الخميس”.

ويُنظر إلى الجيش السوداني على أنه هو الذي بادر بالتحرك لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتولت المؤسسة العسكرية زمام الأمور في البلاد منذ انقلاب في عام 2021 ولكنها تقول إنها تعتزم تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت أن الجانبين الإسرائيلي والسوداني اقتربا من التطبيع الرسمي للعلاقات ومن المتوقع إقامة مراسم توقيع الاتفاق عقب نقل السلطة من الجيش إلى حكومة مدنية.

وفي مؤتمر صحفي من مطار بن غوريون أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أنه قام بزيارة دبلوماسية إلى الخرطوم حيث التقى برئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان وبعد الزيارة ذكرت الخارجية السودانية في بيان أن الطرفين “اتفقا على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وبمجرد توقيع اتفاقية السلام بين تل أبيب والخرطوم سيكون السودان سادس دولة عربية توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.

وبعد عقود من عدم الاعتراف تعهد السودان باتخاذ خطوات تجاه العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في إطار اتفاق أبرم عام 2020 بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد.

وقال كوهين بعد عودته إلى إسرائيل الخميس إن الإسرائيليين يتذكرون الخرطوم دوما باعتبارها المدينة التي أعلنت فيها جامعة الدول العربية عام 1967 قرار “اللاءات الثلاث” بشأن إسرائيل وهي لا اعتراف ولا سلام ولا مفاوضات، مضيفا “نحن الآن نبني واقعا جديدا مع السودانيين، حيث ستصبح اللاءات الثلاث نعم للمفاوضات بين إسرائيل والسودان ونعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للسلام بين الدول والشعوب”.  

وقال ليئور هايات المتحدث باسم وزارة الخارجية الذي شارك في الوفد “نحن بالتأكيد نتطلع إلى توقيع الاتفاق ومن ثم وجود ممثلين دبلوماسيين في كل من إسرائيل والسودان ولم نصل بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار بشأن السفارة هنا وهناك”.

وعارضت جماعات مدنية وأحزاب سياسية هذه الخطوة وقالت سابقا إن أي اتفاق يجب أن يصدق عليه برلمان انتقالي لم يتشكل بعد، إذ قال “التيار الإسلامي العريض” الذي تأسس في أبريل/نيسان الماضي ويضم 10 أحزاب إسلامية سودانية في بيان له إنه “يستغرب من جرأة قائد الجيش الذي لا يحمل أي تفويض يخول له التصرف بهذا التحدي في قضايا مفصلية لا يحق لجهة أن تبت فيها دون تفويض شعبي وجماهيري”، مضيفا أن التيار “يرفض أي علاقة مع إسرائيل في ظل احتلالها لأرض فلسطين وتدنيسها لمقدسات المسلمين”.
كما اعتبر حزب المؤتمر الشعبي في بيان أن الحكومة الانتقالية بمختلف مؤسساتها لا يحق لها اتخاذ أي موقف في القضايا الأساسية والمصيرية، قائلا “يؤكد المؤتمر الشعبي أن الغرض من هذه المحاولة اليائسة والمحمومة أن يظل السودان تحت حكم العسكر بدعم إسرائيل وذلك ما يناقض الدعوات والترتيبات الرسمية لتحقيق التحول الديمقراطي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى