خطوات لتجاوز “اكتئاب ما بعد الولادة”
أكدت دراسة حديثة أن النشاط البدني المعتدل قد يكون أشدّ تأثيرا مما كنا نتخيل في مواجهة أحد أشكال الكآبة النفسية عند الأمهات الجدد.
وأوضح الباحثون أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية المتوسطة كل أسبوع قد تحد من شدة “اكتئاب ما بعد الولادة” وتقلل إلى النصف تقريبا من خطر إصابة الأمهات الجدد بالاكتئاب السريري الشديد.
وأقر الباحثون بأن إيجاد الوقت وسط العديد من المسؤوليات والتحديات الجديدة لن يكون سهلا، حيث يتم منح الأولوية للتعافي من الولادة.
وأضاف الباحثون أن الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي “الخفيف”، وهو ما يمكنهن القيام به مع أطفالهن، ثم زيادة النشاط إلى درجة “المعتدل” عندما يكن مستعدات لذلك.
ويمكن أن يشمل هذا النشاط البدني المعتدل المشي السريع، أو التمارين الرياضية المائية، أو ركوب الدراجات الثابتة أو تدريبات المقاومة، وفقا لفريق الباحثين الأكاديميين.
وقال الفريق إن الاكتئاب والقلق لدى الأمهات شائعان نسبيا بعد الولادة، وهو ما قد يؤثر على التطور المعرفي والعاطفي والاجتماعي للطفل.
وتتضمن العلاجات التقليدية للاكتئاب والقلق في الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة في الغالب الأدوية والاستشارات النفسية، والتي غالبا ما ترتبط بالآثار الجانبية وضعف الالتزام، ونقص الوصول في الوقت المناسب والتكاليف الباهظة.
وأظهرت الأبحاث سابقا أن النشاط البدني علاج فعال للاكتئاب والقلق بشكل عام، ولكن حتى الآن لم يكن معروفا ما إذا كان يمكن أن يقلل من شدة الاكتئاب بعد الولادة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة أو يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بعدة أشهر.
ونظر الباحثون في 35 دراسة شملت أكثر من 4 آلاف امرأة من 14 دولة مختلفة، وجمع الفريق البيانات من الأدلة المتاحة حول تأثير التمرين بعد الولادة.
ووفق النتائج فقد انخفض خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بنسبة 45% بين الأمهات اللائي شاركن في التمرين مقارنة بالأمهات اللائي لم يفعلن ذلك، وارتبط التمرين بأعراض أقل حدة للاكتئاب والقلق بعد الولادة.