صحة

دراسة: سلامة وأمان لقاحات كورونا على النساء المرضعات


منذ اعتماد لقاحات فيروس كورونا المستجد، أبدى بعض المرضعات قلقهن من الحصول على التطعيم خوفاً من مرور مكوناته إلى الصغير عبر حليب الثدي.

الدراسات التي أجريت حديثاً أجمعت على سلامة وأمان لقاحات كورونا على النساء المرضعات وصغارهن، نافية كل ما يتعلّق بمرور المصل عبر حليب الثدي.

صحيح أن النساء المرضعات، مثل الحوامل، تمّ استبعادهن من تجارب لقاح “كوفيد- 19″، ما يعني أن بيانات السلامة السريرية لا تزال محدودة لهذه المجموعة، ومع ذلك، تشير الأدلة الواقعية ومجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن لقاحات الفيروس التاجي آمنة وفعالة للنساء المرضعات وأطفالهن.

بل إن بعض الدراسات شددت على أن التطعيم ضد كورونا يعد جزءاً مهماً من صحة الأم والطفل، موصية بتلقيح المرضعات وعدم استبعادهن أو توقفهن عن الرضاعة الطبيعية خلال فترة الحصول على اللقاح.

لقاحات كورونا آمنة للمرضعات

الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بمستشفى قصر العيني في مصر، أكد أن الرضاعة الطبيعية آمنة بعد تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد.

واستعان مقرر المجلس القومي المصري للسكان السابق في حديثه لـ”العين الإخبارية” بدراسة نشرت نتائجها الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد بتاريخ 14 مايو/أيار 2021، أجريت عن مدى تأثير لقاحات كورونا على المرأة الحامل والمرضع ومَن تخطط للحمل.

وقال حسن: “فيما يخص المرأة المرضعة فإن الدراسة خلصت إلى عدم وجود أي خطر من حصولها على التطعيم، سواء كان عمر رضيعها أقل من 6 أشهر أو أكثر من ذلك”.

وتابع: “الدراسة أكدت أن اللقاح لا يُنقل مع اللبن إلى الصغير، وبالتالي لا يوجد ما يؤثّر عليه بالسلب أو يستدعي أن تتوقف المرأة عن الرضاعة الطبيعية حال تطعيمها ضد الفيروس التاجي”.

وكانت الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) قالت في دراستها، إنه لا يوجد خطر معروف في إعطاء لقاحات “كوفيد-19” المتاحة للنساء المرضعات.

وأوضحت أنه “رغم عدم وجود بيانات أمان لهذه اللقاحات في حال الرضاعة الطبيعية، فإنه في الوقت ذاته لا توجد آلية معقولة يمكن من خلالها أن ينتقل أي مكون من مكونات اللقاح إلى الطفل من خلال حليب الثدي”، موصية بعدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية من أجل الحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا”.

كما أن آخر توصيات صدرت عن اللجنة البريطانية المشتركة للتلقيح والتحصين (JCVI) هي أنه “يجب عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية من أجل الحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد”.

تأثير لقاحات كورونا على الرضاعة الطبيعية

موقع ABC NEWS سلّط الضوء على لقاح فيروس كورونا والرضاعة الطبيعية، موضحاً أن الأبحاث الأولية وجدت أن المرضعات مثل غير المرضعات يولدن نفس استجابة الجسم المضاد للقاحات كورونا، ما يعني أن اللقاحات فعالة بنفس القدر.

ونقل عن كارلين جريبل، الأستاذة المساعدة في كلية التمريض والقبالة في جامعة “ويسترن سيدني”، قولها: “الباحثون راقبوا ما يحدث للنساء الحوامل والمرضعات عند الحصول على لقاحات كورونا، ولا توجد مخاوف من زيادة المضاعفات أو الآثار الجانبية”.

ورأت أنه لا توجد مخاوف نظرية تتعلّق بالسلامة، بناءً على ما هو معروف عن اللقاحات المماثلة، ولا يُعتقد أن لقاحات “كوفيد-19” تشكل أي خطر على النساء المرضعات أو أطفالهن.

على عكس الحمل، لا يبدو أن الرضاعة الطبيعية تزيد من خطر الإصابة بأعراض شديدة أو مضاعفات خطيرة لكورونا، ومع ذلك فإن التطعيم يقلل من خطر إصابة المرضعات بالفيروس ونشره للآخرين.

وقالت جريبل: “التوصية للجميع هي أنه بمجرد أن تكون مؤهلاً فعليك الحصول على التطعيم، وينطبق الشيء نفسه على النساء المرضعات”.

لقاح كورونا لا يمر عبر لبن الأم

بالنسبة للعديد من الأمهات، فإن مصدر القلق الرئيسي حول لقاحات كورونا هو خوفهن من أن يكون ضاراً لأطفالهن الذين يرضعون رضاعة طبيعية.

الخبر السار هو أنه لا يوجد دليل على أن لقاح “كوفيد-19” يمكن أن ينتقل عن طريق حليب الثدي.

وقالت الأستاذة المساعدة في كلية التمريض الأسترالية: “العلماء لا يعتقدون أن من الممكن أن يدخل اللقاح في الحليب، ولكن حتى لو حدث ذلك فسيتم هضمه”.

وفقاً للموقع، أجرى باحثون في جامعة كاليفورنيا مؤخراً اختبار حليب الثدي من 7 نساء قبل وبعد تلقي لقاح كورونا، الذي يعتمد على “الرنا المرسال”، فلم يجدوا أي أثر لـmRNA في حليب الأم.

في حين أن هناك حاجة لدراسات أكبر لتأكيد النتائج، قال الباحثون إن النتائج تعزز التوصيات الحالية بأن “الرنا المرسال” المرتبط باللقاح لا ينتقل إلى الرضيع.

وأضافوا: “المرضعات اللاتي يتلقين لقاح كورونا القائم على mRNA يجب ألا يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية”، مشيرين إلى أن الأجسام المضادة الموجودة في المصل قد توفر بعض الحماية للطفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى